البلاد – عمر رأفت
في وقت تواصل القمع الإيراني للاحتجاجات الشعبية على إسقاط الطائرة الأوكرانية باعتقال نحو 30 شخصاً أمس (الثلاثاء)، شددت محكمة أمريكية الخناق على النظام الإيراني، بتحميله تبعات هجمات 11 سبتمبر 2011، وإلزامه بدفع تعويضات مالية لبعض عائلات المتضررين، قدرت بحوالي مليوني دولار، تعويضاً لهم عن الألم والمعاناة لفقدان أمواتهم.
وأفاد الحكم الذي صدر عن المدعين في مدينة بورلنغام بكاليفورنيا أنه يجب احتساب الفائدة بمعدل 4.96 % سنويًا، منذ عام 2011، ويتضاعف حتي تاريخ الحكم في 7 يناير 2020، فيما أمر قاضي محكمة المنطقة الجنوبية من نيويورك، جورج دانيلز، بأنه يجوز للمدعين في بورلنغام تقديم طلب مستقبلي للحصول علي تعويضات عقابية تتفق مع أي أحكام مستقبلية لهذه المحكمة.
وتعتبر إيران مصدر الإرهاب الأول في العالم، فنظام الملالي دائماً ما يدعم العمليات الإرهابية بكافة أشكالها عن طريق دعم الميلشيات والكيانات في شتى أنحاء العالم، منذ عام ١٩٧٩ حتى الأن، إذ قدمت طهران الدعم المالي واللوجيستي للميلشيات الحوثية في اليمن، وتنظيم القاعدة في أفغانستان، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، بغرض زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
وتشهد شوارع العاصمة الإيرانية طهران، مظاهرات احتجاجا على إسقاط الطائرة الأوكرانية، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن إسقاطها، ورحيل المرشد علي خامنئي، وأظهرت لقطات مصورة على “تويتر” المئات أمام جامعة “أمير كبير” في طهران وهم يهتفون “ارحل ارحل خامنئي”.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، طالت الهتافات مسئولي النظام، ومنها “نعم لإقالة المسؤولين غير الأكفاء”، و”اخجل من نفسك أيها الحرس الثوري ودع البلاد وشأنها”، و”لم نقدم الضحايا لنتصالح ونعبد المرشد القاتل”، و”استقل يا عديم الشرف”، و”الموت للكاذبين”.
إلى ذلك، كشفت صحيفة “تليجراف” البريطانية عن توترات تتصاعد بين الحكومة الإيرانية والحرس الثوري عقب إسقاط الطائرة الأوكرانية وتداعياتها الوخيمة على البلاد. وقالت في تقرير لها أمس، إن التوترات ازدادات بعدما وجه إليهم مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني اتهامات بالتضليل فيما يتعلق بإسقاط الطائرة الأوكرانية، مبينة أنه مع اندلاع الاحتجاجات التي شهدتها شوارع إيران احتجاجا على إسقاط الطائرة بدأ أنصار روحاني يوجهون دفة الغضب الشعبي باتجاه خصومهم الأكثر تشددًا في الحرس الثوري. كما كشفت الصحيفة عن تسجيل مسرب لضابط بالحرس الثوري يعرب فيه عن تذمره بشأن تخلي إدارة روحاني عنهم، وتركهم لمواجهة الغضب الشعبي واسع النطاق حيال إسقاط الطائرة.
