طهران تغلي بعد أن تجاوز صبر الشعب الإيراني حدود المعقول واضحى المجتمع الإيراني عاجزاً عن تبرير تصرفات الملالي التي بلغت مرحلة لا تقبل الصمت، ولهذا تعالت الأصوات يوم أمس بضرورة رحيل خامنئي واحتشدت جموع المحتجين في اعقاب اعتراف النظام بإسقاط طائرة مدنية أوكرانية وازهاق أرواح بريئة تجاوز عددها 180 شخصاً من الآمنين العزل.
الجموع المحتشدة رغم آلة القمع والاضطهاد نادت برحيل النظام وطالبت بأبسط حقوقها كي تعيش آمنة في اطار طبيعي عوضا عن عزلها على نحو مؤسف بسبب نزوات الملالي التي تسببت في رفع نسبة الفقر والمرض والجهل ودفعت معظم الإيرانيين الى الهجرة وأوقفت الحياة الطبيعية مثلما اوقفت التنمية في البلاد رغم ضخامة القدرات والامكانات والموارد.
لا يمكن قبول ادنى مبرر لإزهاق ارواح ركاب طائرة مدنية على النحو البشع الذي رأيناه وعاش تفاصيله الايرانيون بأسى وحسرة خاصة ان التصريحات الصادرة من طهران متناقضة قبل ان يأتي الاعتراف مدفوعا بالضغوط الدولية والعزم على اجراء تحقيقات شفافة لا تنحصر بالجانب الايراني، ليظل السؤال: هل يعي النظام حجم الكوارث التي خلفها ويخلفها للشعب الايراني قبل غيره من شعوب المنطقة ؟.
لعلنا نستحضر سلوك ملالي ايران المشين في انتهاك حقوق الانسان داخل وخارج ايران فالميليشيات التي تستنزف قوت الايرانيين خارج البلاد فتكت بالأخضر واليابس وارتكبت جرائم لا حصر لها بدعم مباشر من النظام الايراني فأضحت عبئا على المجتمعات ومهددا رئيسا لتنمية الاوطان بل معول هدم للإسلام من خلال رغبة نظام طهران بتأجيج الطائفية وتقسيم المقسم لأهداف لا تتجاوز صرف انظار الشعب الايراني عن جرائم الداخل ومن بينها النهب المنظم لموارد وخيرات ايران. لن يستمر الوضع على هذا الحال فالباطل زائل لا محالة والاحلام المستحيلة لن تتحقق والايرانيون ارادوا الحياة.