وقفت في منتصف الطريق حائرة ألتفت إلى الوراء تارة، وتارة إلى الأمام لا أدري هل أنا على خطأ أم على صواب.الماضي يدعوني للتأمل بالأحداث ومراجعة المواقف ومنها أمور كان يجب التعامل معها بحكمة وتعقل والقليل تحكمت فيه العواطف.
والأمام يدعوني لخوض التجربة وعدم الخوف من النتائج فليس من عادتي الهروب من المواقف أواجه أعاتب أناقش وأقرر بعدها الاستمرار أو ترك الخلق للخالق. هذا حالي اليوم أحتاج من يأخذ بيدي ويربت على كتفي وإلى أمل يدفعني لمواصلة الطريق، فالوقوف الآن لا تضمن له العواقب للتأمل فيها، منها ما ينعش القلب ويرجعك لفترة قلت فيها المخاطر وذكريات حزينة أخذت من عمرنا أياماً وليالي أتعبتنا وأرهقتنا بكثرة البكاء وكانت تتشبث بنا لنبقى معها ونترك ونعيش في الماضي ونهجر الحاضر.
ثم يأتي صوت خفي ينادي لك رب فلا تستسلم تضرع له بالدعاء ليزيح عن قلبك الهم واترك البكاء والنواح ناج ربك كل صباح وستشرق شمسك رغم عصف الرياح تمسك بدينك ومبادئك واجعل الأمل لك مفتاحاً. يأخذ بيدك ويخرجك إلى ربيع الحياة حيث أزهاره المتفتحة من رضا وقناعة ونجاح لا ترجع للماضي امضِ بحاضرك وأعد لمستقبلك لتحظى بالفلاح. الدنيا لا تقف عند زمن بل تمضي بخطى منتظمة فتعلم اغتنام الوقت في العمل وعش حياتك قريراً وراضياً بعطاء ربك الفتاح.