تتسارع الأحداث بالمنطقة، على ضوء استهداف قاعدتين تتمركز فيهما قوات تابعة للجيش الأميركي، وللتحالف الدولي ضد الإرهاب في العراق، مما يضع سيناريوهات عديدة والانتقال من الفعل ورد الفعل، إلى تعقيدات أصعب.
سياسة حافة الحاوية تتمادى فيها ايران في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والغليان الداخلي، ومدفوعة بضغوط ملفها الساخن مع العالم، سواء ما يتعلق بأزمة الاتفاق النووي والعقوبات، أو مخططها التوسعي الإقليمي وما تقوم به من اعتداءات عبر وكلائها مستهدفة استقرار العديد من دول المنطقة، وما تثيره من فتن واحترابات أهلية وتمزيق النسيج الوطني في أكثر من بلد عربي، وتهديد إمدادات النفط العالمية، فيما أكدت الولايات المتحدة على حماية أرواح الأميركيين وحفظ الاستقرار في الشرق الأوسط، وجدية موقفها وتحذيراتها القوية من أي استهداف للأمريكيين.
إن هذه المنطقة الحيوية بأهميتها الاستراتيجية للاقتصاد العالمي والسلم الدولي، لاتحتمل مثل هذا التصعيد الذي قد يجر الطرفين إلى مواجهات شاملة، إنما تحتاج إلى التهدئة وضبط النفس وتغليب الحكمة ولغة الحوار، وهو ما شددت عليه المملكة بدعوتها للأطراف عدم تصعيد الوضع في المنطقة، واتخاذ الخطوات الضرورية لمنع المزيد من التوترات، وضرورة الانتباه إلى المخاطر التي تحدق بالأمن العالمي وليس أمن المنطقة فحسب.