بالهمس واللمس والآهات، وايضا بالقبلات، هذا ما سنفعله نحن البشر خلال السنوات القليلة القادمة من العقد الثالث، سنمارس حياتنا عن بعد، سنتواصل عن بعد، بل وسنلتقي عن بعد.
ستجلس العائلة الامريكية،كل في مكانه ويخاطبون ابنتهم التي تدرس في السعودية ، الام تقبل ابنتها وتتحسس وجهها، بل وتشم انفاسها وهي على بعد آلاف الاميال، هذا ما ستقدمه لنا تكنولوجيا الواقع الافتراضي حيث تجلس الام امام الكمبيوتر والنظارات تغطي عينيها وتلبس في يدها قفازات خاصة تتحسس بها من خلال الشاشة وجه ابنتها، وتحتضنها، بل وتقبلها.
وهناك سباق محموم بين عمالقة التكنولوجيا لصناعة “كمبيوتر كمي ” يحل المشكلات المعقدة خلال ثوانٍ او اجزاء من الثانية، من خلال اجهزة محمولة في الكف او مدمجة في جهاز الهاتف الذكي، فهناك من المعضلات الحسابية والكونية التي يتطلب حلها اليوم مئات الايام والسنين.
خلال الثلاثين سنة القادمة، ستتغير الكثير من المفاهيم والتوقعات الحياتية والتي بالتالي ستؤثر وتغير انماط وطرق التعليم الحالية، التكنولوجيا التعليمية والحياتية فرضت نفسها عن طريق الهولوجرام والواقع الافتراضي المعزز، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتغذية التعليمية المبرمجة للمخ البشري، عن طريق الشرائح بايو الكترونية، كل ذلك يتم عن طريق الطلب الفوري دون اللجوء الي المدارس والجامعات او حتي المستشفيات، انها معامل ومختبرات لتغذية المخ محمولة في كف اليد.
خلال الثلاثين سنة القادمة، ستكون حياتنا رهنا لطائرات الدرون والحساسات والماسحات والاجهزة الطبية الملبوسة التي تراقب صحتنا وتوصف العلاج اللازم في الوقت المناسب، هذا وستغطي الطاقة الشمسية جميع احتياجات البشر على سطح الكرة الارضية، وهي طاقة نظيفة لا تنضب.
طوال القرون الماضية، كان هم وجهد الانسانية البحث عن الذكاء في البشر وتقييمه، اما في القادم من السنين فباستطاعة البشرية ان تزرع او تضع الذكاء في ادمغتها وفق احتياجاتها ومتطلباتها، بل تسطيع ان تصنع الذكاء وتوزعه علي المباني والاجهزة والمعدات والطرقات واعمدة الانارة الى آخره، وهذا النوع من الذكاء سيطور نفسه ويعلمها عن طريق التجربة والتكرار، وبذلك سيكون مفهوم التعلم منتشرا في البشر والحجر ورذاذ الماء وخلايا الاوكسيجين.
واخيرا،
•• هل ستساعدنا الهندسة الجينية كي نطير مثل الطيور بأجنحة مبتكرة تنمو طبيعيا في اجسادنا؟!
•• ولكي نعيش، هل سنحتاج ان نأكل ونشرب بالطريقة الطبيعية، ام نكتفي بكبسولات توفر لنا الغذاء المركز والمشبع؟!
•• وهل، ستتحول ارادتنا في اشباع الحاجات والقدرات والغرائز عن طريق شرائح الكترونية تشبع لذاتنا وتساعدنا على النوم وتخفيف الضغوط النفسية او نشاهد النجوم والاكوان الاخرى من خلال عدسات مزروعة في اعيننا؟!
كي نعيش السنوات القادمة، علينا ان نتحول من فكر الواقع والواقعية، الى حياة الحلم والخيال.
Sent from Yahoo Mail on Android