مكة المكرمة- المدينة المنورة-واس
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله، عز وجل، والعمل على طاعته واجتناب نواهيه.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس : يتفق العقلاء جميعاً أن للأخلاق أدواء كما أن للأجساد أدواءَ، ويتفقون أيضاً أن بعض أدواء الأخلاق أشد خطراً وأسوأ أثراً من أدواء الأجساد، وإنه ما بلي امرؤ قط بداء خلقي يفتك بقلبه فتكاً ويؤزه على الغل أزاً، ويضرم نار فؤاده، وينقص من مقامه مثل بلائه بداء الحسد، فإنه داء مرذل، يوهن إيمان صاحبه، ويجعله يعيش معيشة ضنكا لما يجده في نفسه على من أولاه الله نعمة من نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة، ومن كانت هذه حاله ضاع وقته وهو يمد عينيه إلى ما متع الله به أزواجا من الناس زهرة الحياة الدنيا، فيرهق بصره في التلفت والمراقبة، ويشغل قلبه بتمني زوال متاع أولئك، وإذا شغل القلب والبصر في غير طاعة الله صار صاحبه منبتاً لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، وذلك لعمر الله هو الخسران المبين.
وأضاف : إن من أجمع ما عرَّف به أهل الاختصاص الحسد بأنه إحساس نفساني، مركب من استحسان نعمة في الغير، مع تمني زوالها عنه؛ لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة، أو على مشاركته الحاسد فيما وهب إياه، وغالبا ما يكون حسد المرء للأقربين والمحيطين به لأنه مخصوص بنية أن يكونوا دونه على الدوام دون تفوق، وكل حاسد الحسد المذموم فإن أسوته في ذلك قبل عمارة الأرض إبليس عليه لعائن الله، فإنه مارده عن السجود إلا الحسد، وما أنزل آدم وحواء من الجنة إلا الحسد، وإن أسوة الحاسد بعد عمارة الأرض أحد ابني آدم، فالحسد هو الداعي الأول لمعصية الله في السماء، وهو الداعي الأول لمعصية الله في الأرض.
وواصل الشريم قائلاً : فعجباً للحاسد، لا يحسد إلا على دنيا، حتى إنه إذا حسد عالماً أو صالحاً فإنما يحسدهما لصيتهما لا لعلم العالم وعمل الصالح، فهو لا يجني بحسده إلا قلباً بطراً وعيناً شانئة ولساناً ساطياً، يخوض حرب الحسد وما درى أنها حربه الخاسرة.
وفي المدينة المنورة أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ أن من الأصول القطعية في ديننا تحريم المكاسب الخبيثة وأن من أقبح المكاسب المحرمة استغلال الفرص من وظيفة أو غيرها لسرقة المال العام أو الاعتداء عليه بأي وسيلة كانت ولأي طريقة عرضت.
وأوضح الدكتور آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس أن مال الدولة الأصل فيه الحرمة لأنه ملك للأمة جميعًا ومصرفه للنفع العام والمصالح المشتركة فمن تولى وظيفة أيًا كانت فهو مسؤول أمام الله عن كل ما خول فيه لا يجوز له أن يتصرف في صغير ولا كبير ولا حقير ولا جليل إلا وفق شرع الله وما اقتضته الأنظمة التي نظمت لتحقيق المصالح العامة للأمة والمنافع المتنوعة للكافة.