نعم الذكر للإنسان عمر ثان. رحم الله أخي وصديقي العزيز د. فهد بن جابر الحارثي. فقد تعرفت عليه رحمه الله عندما كان مديراً لتعليم منطقة الباحة، فقد زرناه وزميلي الأستاذ لافي بن صالح الحارثي والأستاذ سعد الحارثي رحمهما الله. واليوم ونحن نعزي أنفسنا بفقد أخ وصديق عزيز في موكب جنائزي حزين. فمثل هؤلاء الرجال يصعب فقدهم إلا أننا أمام القضاء والقدر المعلوم ما لنا إلا أن نقول انا لله وانا اليه راجعون والدكتور الحارثي رائد من قيادات التعليم الذين حملوا مسؤولية نشر التعليم والمعرفة في بلادنا في منطقة ذات صعوبة جغرافية في تلك الحقبة “منطقة الباحة” ولقد حظيت إدارة التعليم في المنطقة في عهد الدكتور الحارثي بالتجهيزات المدرسية ولم يكن ذلك يتحقق لولا توفيق الله ومجهوداته.
لقد كان للراحل فكر تربوي محفز على تقوية العلاقات بين منسوبي المؤسسات التربوية وفتح آفاق التعاون مع مؤسسات المجتمع. وهذا الأسلوب والمنهج الرائد عزز في نجاح الإدارة سياسة الباب المفتوح القرب والزيارات الميدانية للمدارس. متعقلاً وموجها لقاءات المدارس والمعلمين.
وللصديق الحارثي رحمه الله وتغمده بواسع رحمته ورضوانه مواقف إنسانية مشرفة حتى أنني عايشت الكثير من بعض المواقف التي يشفع فيها. وكان مجلسه مفتوحا سواء في منطقة بلاد بني الحارثي أو منزله في جدة.
وللصديق العزيز الأستاذ سليمان الزائدي وقفة وفاء في وداع الدكتور فهد جابر الحارثي لمثواه الأخير نشرتها الزميلة المدينة بعنوان “دمعة حزن” ودع الجميع الراحل داعين الله بأن ينزل على قبره شآبيب الرحمات مضيفاً أن مثل هؤلاء الرواد الافذاذ يغادرون بأجسادهم وتبقى أسماؤهم مخلدة بأعمالهم، والرايات تخفق بإرثهم والناس تشهد بحسن صنيعهم وتتذكرهم بجميل أفعالهم.
تولى وابقى بيننا طيب ذكره
كباقي ضياء الشمس حين تغيب
فيبقى فهد صايغ مجد.. كاتب تاريخ.. رائد تعليم.. وجيه أمة، وهذا التاريخ المشرف والارومة الكريمة يستحق ان يرصد وله على المؤسسة التي عشقها وأخلص لها حق اطلاق اسمه على واحدة من مدارسها. وعلى مدينة الباحة التي أحبها اطلاق اسمه على أحد شوارعها والتاريخ لن يغفل اسم الدكتور فهد الحارثي من صفحاته المشرفة.
وفي السياق ذاته تواصل معي الأستاذ عبدالله الهويمل الذي سبق له العمل مديراً للتعليم بمنطقة مكة المكرمة وجدة مواسياً في وفاة الصديق العزيز الأستاذ فهد الحارثي أبي أحمد رحمه الله رجل المهمات وصاحب الأثر الجميل المبارك في الإدارة التربوية عاش في كنف التربية حتى تسنم أعلى المناصب وترك الأثر الذي سيبقى ينير صفحات عطائه في دنياه وسيجد اثره ان شاء الله عند مولاه الكريم.
ولصديقي العزيز الدكتور فهد الحارثي الكثير والكثير من الذكريات والمواقف الجميلة التي لا تنسى الا ان محدودية مساحة الزاوية يقف حائلاً بين ما تختزنه الذاكرة من مواقف وذكريات للصديق العزيز رحمه الله.وعزائي لابنائه وبناته. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته.