نعم اقصد الدقس، بضم الدال وتشديد القاف.
بالامس ذهبت الى احد مراكز التسوق الكبيرة، بحثا عن منتجات وافكار جديدة لنكهات الاكل، “وصلصات السلاطات”، وجدت كل انواع الصوصات والسلطات والخلطات والمحرقات والمخللات وخلطات الطبخ العالمية السائلة والجافة منها،الا “الدقس” الشهير في المنطقة الغربية من السعودية، والدقس عبارة عن معجون سائل من الطماطم والفلفل الاخضر والكزبرة والبقدونس والشبت والثوم والليمون مطحونا، ويؤكل مع كل انواع طبخات الارزاز والمعجنات كالسمبوسة والفول.
كل العالم صنع وعلب فواتح الشهية الخاصة به الا نحن لم نصنع ونبيع الدقس المحفوظ في زجاجات، لماذا لا اعلم؟!
وكما تعرفون فإن صناعة الغذاء لم تتوقف عن التطوير واختراع البدائل المختلفة لمواد الطعام، بل ذهبت الى ابعد من ذلك، قرأت في نشرة علمية تتحدث عن صناعة وانتاج اللحوم في المعامل والمختبرات من النباتات والحشرات والديدان ، مثل لحوم الهمبورجر والكستليته والاوصال الخ.. وايضا صناعة بسكويتات غنية بالبروتين الحشري المصنوع من الجراد والجنادب وغيرها، هذا وسوف تكون هذه المنتجات متوفرة في الاسواق بنهاية عام 2020 ان لم تكن موجودة الان.
لا تتقزز ياصديقي، بعضكم يذكر معي، عندما كنا صغارا، كان يجوب الحارات والازقة من يبيع الجراد محمصا او مشويا في زنابيل جاهزة للاكل. وكان ولا زال الناس يقبلون على اكله بنهم وشراهة، كان ذلك منذ خمسين عاما، وربما قبل تلك السنوات بكثير.
وقرأت ايضا ان هناك جرادا مشويا ومقرمشا ومملحا يباع الان في بقالات فرنسا وامريكا، لقد سبقنا العالم وأخضع تلك العادات والممارسات الخاصة باكل الجراد للبحث والتصنيع ووضعها داخل اكياس التسالي كالبطاطس وغيرها وعرضها علي ارفف السوبر ماركت واصبحت هناك صناعات متكاملة من خليط الحشرات تغني الانسان عن اكل اللحوم والمعاناة من اعراضها الجانبية، انها الفرص الضائعة في العالم العربي.
ولا يقتصر امر صناعات الطعام الخاصة بالبشر، بل يتعدى الامر الى انتاج يرقات الذباب كعلف للحيوانات والاسماك وسماد للاراضي الزراعية، هذا ويمكن اعادة تدوير الخضروات والفواكه المعطوبة والمتعفنة التي تملأ حاويات القمامة وحلقة الخضار والاسماك وتحويلها الى اعلاف.
هذا والقائمة لا تنتهي إلا بعجزنا عن الابداع والابتكار واخذ زمام المبادرة والريادة في اقتناص الفرص الضائعة.
Sent from Yahoo Mail on Android