البلاد – عمر رأفت
أكدت تحذيرات للإدارة الكردية في شمال سوريا، من استغلال تركيا للمرتزقة؛ من أجل إرسالهم إلى ليبيا، ما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الفصائل السورية الموالية لأنقرة افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الراغبين بالذهاب للقتال في طرابلس، في وقت زار رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، أمس الجمعة، قبرص، على رأس وفد برلماني وبرفقة مسؤولين كبار من الجيش الليبي، للتباحث حول تداعيات الاتفاق الموقع بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني، بخصوص ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون العسكري، وسبل إجهاضه، في ضوء إعلان حكومة فايز السراج طلبها رسميًا من تركيا الحصول على دعم عسكري لصد هجوم الجيش الوطني الليبي، الذي يسعى لاستعادة العاصمة من المليشيات الإرهابية والمتطرفة.
وفي هذا، قال مسعود حسن، المحلل السياسي: إن الاتفاق التركي الليبي حول التعاون الأمني وترسيم الحدود البحرية هو تمهيد للتدخل التركي في ليبيا، من خلال دعم الميلشيات الإرهابية واستغلال الأوضاع الداخلية للدول، وسوريا والعراق خير شاهد على هذا الدور التآمري.
وأضاف لـ(البلاد)، أن مغامرة أردوغان في ليبيا ربما تكون بداية لسقوط مشروعه وحزبه، حيث يورط بهذه الخطوة بلاده في مستنقع ربما لا يستطيع الخروج منه، والإشكالية التي لا يدركها الرئيس التركي هو تهديده للأمن القومي لدول المنطقة، فضلًا عن مخالفته للمواثيق الدولية.
وختم “حسن” بأن موسكو لن ترضى بتلك التدخلات في ليبيا، وفي المقابل سيدفع الشعب التركي ثمنًا لهذه التحركات التي لن يتحملها الاقتصاد، وسيسدد فاتورتها المواطن التركي.
وفي قراءته لهذا الملف، قال سامح الجارحي، المتخصص في الشأن التركي: إن ما يفعله النظام التركي في ليبيا دليل واضح على سياسات أردوغان العدائية ودعمه للإرهاب في العالم بأسره، واستمرارًا لتدخله في شؤون الدول الأخرى، لافتا إلى أن سياسة أردوغان الخارجية ستورط تركيا في مشكلات كبيرة، أبرزها العقوبات الأمريكية التي من المتوقع فرضها على أنقرة في أي وقت، خاصة مع معارضة ترامب لسياسة أردوغان.