يدهشني كثيرون ممن يطلقون على أنفسهم مسمى “صحافي” ولا يذكرون أولى قواعد مهنة الصحافة وهي “المصداقية” والتي تتطلب من مزاولي مهنة المتاعب تحري الحقيقة في كل ما يكتبون أو يتحدثون به، فبدون المصداقية لن يكون الصحافي ذا قيمة إعلامية مؤثرة، وهذا ما حدث مع احد المنتسبين للاعلام عندما غرد في “تويتر” حول ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود واضحة للعين في برنامج إعادة اعمار اليمن. إذ تناسى ذلك الصحافي وهو يذكر عددا من المعلومات المغلوطة عن مشاريع السعودية في إعادة اعمار اليمن ويطالب متابعيه بفتح قضية للنقاش حول ذلك!،
ان يتعامل بـ”الحيادية” وهي القاعدة الثانية التي نتعامل معها في مهنتنا، والتي تتطلب منه ذكر جهود المملكة العربية السعودية في اعمار اليمن واحدة تلو الأخرى، بكل مصداقية وحيادية حتى استطيع أنا وغيري من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي الإشادة به كـ”صحافي” حقيقي ذي مصداقية عالية!. ولو كلف نفسه ذلك الصحافي بضع دقائق لعمل بحث بسيط ووصل للإجابة دون عناء وما دام ذلك الصحافي لا يريد أن يتعب نفسه في البحث وتقصي الحقائق، سأجيبه على كل مغالطاته التي ذكرها ناقصة.
في البداية سأذكره ان برنامج إعادة اعمار اليمن في مرحلته الحالية ليس الأول فالمملكة العربية السعودية لها الكثير من البرامج الداعمة لليمن الشقيقة أذكر منها صندوق اعمار صعدة في نزاع 2007، وصندوق اعمار حضرموت في المهرة بعد فيضان 2009، إضافة الى صندوق إعادة اعمار ابين في نزاع 2012، وأخيراً البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن والصادر بأمر سامٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والذي يهدف الى مساعدة الحكومة اليمنية وتقديم خطة شاملة ومنظمة للتنمية في اليمن وللمساهمة في تحسن مستوى الخدمات المقدمة للشعب اليمني ودعم الاقتصاد وتوفير فرص عمل.
والسعودية هي من تعمل حالياً في اليمن وعبر برامج عدة لإعادة اعمار اليمن منها على سبيل المثال بناء وإعادة تأهيل عدد كبير من المدارس في مختلف المحافظات، إضافة الى قيامها بإنشاء مشروع للنقل المدرسي يهدف إلى توفير بيئة تعليمية مناسبة للأشقاء في اليمن وتوريد ما يزيد عن نصف مليون كتاب مدرسي.
والسعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، هي من تعمل من خلال برنامجها لإعادة اعمار اليمن على عدد من المشاريع الطبية سواء من بناء مستشفيات او إعادة تأهيلها في مختلف المحافظات اليمنية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر إنشاء مدينة الملك سلمان الطبية التعليمية، إضافة إلى إنشائها لكليات جامعية في محافظة المهرة.
جهود السعودية واضحة للعين فهي من تعمل حالياً على إعادة تأهيل مطار الغيضة وإنشاء مطار في مأرب وغيرها من المشاريع، والحديث عن الجهود السعودية في اليمن يطول، يمكن أن تطلع عليها فهي متوفرة للجميع وليست حصرية، وهذا ما يجعلني أتساءل: هل أنت صحافي؟.