باتت المتاجرة بدم المواطن السعودي جمال خاشقجي في مهب الريح، بل أضحت محاولة استغلال الحادث الجنائي وتسييسه لتهييج الرأي العام من قبل جهات إقليمية تدفقت أموالها في الاتجاهات الاربعة بهدف الإساءة للمملكة ودورها المحوري في العالم من باب تصفية الخصومات أثرا بعد عين أمام الحقائق ونزاهة الشريعة، بعد ان احبطت محاولات الإساءة للمملكة وقال القضاء الحر المستقل صباح امس من جديد كلمته المبدئية فأثبت قدرة فائقة على تبديد الشكوك بالحقائق الناصعة وعزز العدالة على مرأى من الجميع بالصوت والصورة في اعقاب تمكين ممثلي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وممثلي السفارات واسرة المواطن المرحوم خاشقجي ومحاميهم وممثلي المنظمات الحقوقية السعودية من حضور جلسات المحاكمة التي بلغت عشر جلسات.
وبهذا تؤكد المحاكم السعودية حرصها على البحث عن الحقيقة وتصدر الاحكام الصارمة وتنصف الضحايا كما تفعل بما يبرر قناعة سجناء الخارج من المواطنين بالاحتكام للشرع في المملكة دون سواه.
اذا كانت اهداف تضخيم الواقعة المؤلمة للمملكة قبل غيرها ترتكز على تحقيق العدالة كما شنفت اذاننا وسائل الاعلام المعادية التي سخرت منصاتها لمحاولة الإضرار بالمملكة وركبت موجة الحادثة واخرجت الواقعة من دائرة العمل الجنائي وفقا لخطط مبرمجة، فقد برزت العدالة صباح امس بصورة واضحة لا تقبل الشك وتلك حالة تستدعي مراجعة عامة للمواقف السابقة والاعتذار عن سوء النية على اقل تقدير مع استبعاد رضاء اصحاب الاهواء الخاصة .
يدرك المتابع المنصف ان الاصطياد في المياه العكرة من اهم اهداف الحملات المغرضة كما يدرك المتابع الفطن ان النيابة العامة السعودية طالبت مرارا وتكرار تركيا تحديدا بالتعاون فيما يتعلق بالمعلومات والقرائن رغم ان الحادثة وقعت على ارض تعتبر سعودية وجميع اطرافها مواطنون سعوديون حيث بلغت المطالبات نحو 13 إنابة لم تحظَ باهتمام وتعاون الحكومة التركية كون الهدف بعيدا كل البعد عن تحقيق العدالة ! وبصدور احكام الامس اسدل الستار على جريمة تحدث يوميا في كافة اصقاع الارض ومثيلاتها بل الاسوأ منها بشاعة لا زال محل بحث وتحقيق ومحاكمة منذ عشرات السنوات وسوادها الاعظم وقع في وضح النهار بطرقات وميادين المدن التركية.
لقد ظهرت العدالة في أبهى صورها بالرياض يوم امس وتم احباط محاولة اعاقة دور المملكة المحوري الهام فيما يعزز قيمة ومكانة العالم العربي والاسلامي بصفتها قبلة الاسلام والمسلمين واحدى الدول العظمى وبرزت الحقائق للعالم وتمت تبرئة المقحمة اسماؤهم في الحادثة لأهداف سياسية انتقامية بحتة دون ان يكون لهم ادنى علاقة بعد شن هجمة اعلامية مسعورة ممنهجة لتهييج الرأي العام ضد المملكة والكفاءات السعودية المتميزة لأهداف ليست ذات علاقة بالبحث عن الحقيقة تدخل بشكل فاضح في اطار المعارك السياسية ولا تعنى بالحالات الانسانية لا من قريب ولا من بعيد، الامر الذي دعا ابناء المرحوم خاشقجي مرارا وتكرارا للتحذير من المتاجرة بدماء والدهم والتوقف عن تسييس قضيته.
لقد عززت الاحترافية والمهنية في معالجة القضية المنظورة مكانة القضاء السعودي ووثقت من جديد صلابة الموقف ونبل المقاصد في اعقاب التركيز على كشف الحقائق بعيدا عن الضجيج المفتعل ووعد القضاء ثم اوفى طارحا النتائج العدلية تحت انظار العالم بحضور كثيف عبر جلسات متتالية لا هم لها سوى رفع راية الحق والانصاف ومعاقبة المذنب ورفع الظلم عن الابرياء في اعقاب تحريات وتحقيقات شاملة كاملة وافية لا تبتغي سوى تعزيز مفاهيم العدل، وصدرت الاحكام المبدئية في الجلسة العاشرة ليسدل الستار على قضية اراد البعض استغلالها فأضحت جدلية من باب تصفية الحسابات لمقاصد سياسية بعد ان رأى خصوم المملكة اهمية استثمارها دون مراعاة للمروءة والشهامة والانسانية.