البلاد – رضا سلامة
فيما حذر الجيش الوطني الليبي تركيا من استمرارها بانتهاك قرارات الأمم المتحدة وتزويد حكومة الوفاق والمليشيات المتطرفة المتحالفة معها بالسلاح ونقله بطائرات مدنية، في مخالفة إضافية للقانون الدولي، أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن أنقرة ستفعل في ليبيا كما فعلت بسوريا، ما يؤكد تواصل النهج التركي في التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهي الاستراتيجية التي يكررها أردوغان دائمًا، في سبيله لإحياء المشروع العثماني بالمنطقة
وحذر المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري شركات النقل الجوي من نقل الأسلحة باستخدام الطائرات المدنية، مؤكدًا أنه تم رصد طائرة بوينج تنقل عتادًا عسكريًا من اسطنبول إلى ليبيا.
وأضاف المسماري أن “القوات الجوية لن تتردد في إسقاط أو استهداف الطائرات التي تقوم بإدخال الأسلحة”، مشيرًا إلى أنه ” تُلغى صفة المدنية على الطائرات في حال تم استخدامها لأغراض عسكرية”.
على الجانب الآخر، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن أنقرة ستفعل في ليبيا كما فعلت في سوريا، مؤكدًا أن مذكرتي التفاهم المبرمتين بين تركيا وليبيا تتمتعان بأهمية استراتيجية على صعيد حماية الحقوق والمصالح لدى كلا البلدين، على حد قوله.
وذكر بأن تركيا ستواصل العمل مع ليبيا في إطار التعاون الأمني والعسكري، لافتًا إلى وجود روابط تاريخية وثقافية واقتصادية متجذرة بين البلدين.
وكان الرئيس التركي، رجب أردوغان، قد قال إن بلاده ستزيد الدعم العسكري لحكومة الوفاق إذا اقتضت الضرورة، وستدرس الخيارات الجوية والبرية والبحرية المتاحة لها، وذلك بعد أن وقع البلدان اتفاقية تعاون عسكري الشهر الماضي.
وتساند تركيا حكومة حكومة الوفاق غير المعترف بها من البرلمان الليبي، وأفاد تقرير لخبراء من الأمم المتحدة بأن تركيا أرسلت بالفعل معدات عسكرية لحكومة السراج رغم حظر سلاح فرضته عليها الأمم المتحدة.
وكانت السرية البحرية المقاتلة “سوسة” التابعة للجيش الوطني الليبي، قد احتجزت سفينة ترفع علم جرينادا ويقودها طاقم تركي، ليل السبت الأحد، من قبالة ساحل “درنة” الواقعة على بعد 1300 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، للتفتيش والتحقق من حمولتها واتخاذ الإجراءات المتعارف عليها دوليًا.
وأكد رئيس أركان القوات البحرية الليبية، اللواء فرج المهدوي، أن بحرية بلاده في حالة تأهب قصوى تحسبًا لاحتمال دفع تركيا بمزيد من الأسلحة والجنود إلى ليبيا، تنفيذاً للاتفاق الموقع بينها وبين حكومة الوفاق.
وأوضح اللواء المهدوي، أن الجيش الوطني جاهز للتدخل في أي وقت وسيستهدف الأتراك في البحر قبل وصولهم إلى الأراضي الليبية، بعدما استهدفهم برًا وجوًا، ولن يسمح بدخول أي دعم للميليشيات قد يعيق تقدمه في معركة طرابلس.
وأشار رئيس أركان البحرية الليبية أن بلاده واليونان اتفقتا على سد الممر البحري الرابط بين جزيرة “كريت” اليونانية والحدود البحرية الشرقية لليبيا، أمام السفن التركية، خاصة القادمة إلى غرب ليبيا والمحملة بالآليات والأسلحة.
وفي السياق، أكد آمر إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، العميد خالد المحجوب، أن تركيا تستخدم السفن التجارية من أجل دعم الميليشيات في طرابلس، منوهًا إلى أن البحرية الليبية تحقق مع طاقم السفينة التركية التي أوقفها الجيش قبالة السواحل الليبية، وأن طبيعة حمولتها هي التي ستحدد الخطوات التي ستتخذها البحرية حيالها.
وجاءت واقعة احتجاز السفينة بعد طلب حكومة الوفاق من 5 دول هي: الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وإيطاليا والجزائر، تفعيل الاتفاقيات الأمنية بهدف دعمها في مواجهة قوات الجيش التي تتقدم تجاه وسط العاصمة طرابلس، ولم تجد دعوة الوفاق اذانا صاغية من الدول الخمس، باستثناء تركيا الحليف الايديولوجي لحكومة الوفاق وصاحبة المصلحة الاقتصادية من بقاء حكم الميليشيات.