تدخل الألوان في حياتنا منذ ولادتنا وربما قبل ذلك ونحن أجنة في رحم أمهاتنا، تقول ألابحاث، عندما نولد وحتي سن ما قبل الخامسة، نعرف أن هناك ألوانا، وربما في هذه المرحلة ندرك ان ما يسيطر علي حياتنا هما لونان الابيض والاسود، والسبب انه في هذه المرحلة نكون تحت وطأة، ” افعل ولا تفعل “، افعل لأنه مسموح وجيد، ويعني اللون الابيض، ولا تفعل وغير مسموح لأنه مؤلم وخطير وسيء، ويعني اللون الاسود.
هذا المعنى الرمزي لأهم لونين في حياتنا يؤثران ويتشابكان مع جينات البشر وسيكلوجيتهم، وآلامهم وأفراحهم، وموروثاتهم وثقافتهم والطبيعة المحيطة بهم.
وعندما نصل بأعمارنا ما بين 5 و 10 سنوات ندرك مجموعة أخرى من الألوان، لها علاقة بمشاعرنا وطريقة تفكيرنا ، واقصد الوان وصفية تندرج تحت مشاعر الألم من الشدة الى البسيط، وألوان لها علاقة بالفرح والحزن وبالتفاؤل والأكتئاب، وهكذا تندرج هذه العلاقة بين الألوان وجوانب الحياة المختلفة، في الأكل والشرب والملبس الخ.
وعندما نكبر وتصل أعمارنا الى سن العشرين نجد اننا فعليا ندرك ونعرف ما بين 10 الى 15 لونا مختلفا فقط.
بالرغم من ان الألوان في الكون والتي نستطيع ان ندركها وتراها أعيننا تقدر بعشرات الملايين،
وللألوان دلالات ، واقصد أن ألألوان ترتبط ارتباطا وثيقا بأحداث الانسان وانفعالاته ومعتقداته وايدلوجيته الخ، فهناك من يعتبر اللون الاسود هو لون الحزن والمآسي، واللون الاحمر هو لون الفرح والبهجة، واللون الازرق للهدوء والصفاء، واللون الاخضر يعني الانطلاق والحياة . وآخرون يفضلون الوانا معينة لكل مرحلة من مراحل العمر ونفس الامر ينطبق على هويات وشعارات الشركات بمختلف نشاطاتها مثل شركات الاكل والشرب – المطاعم – تفضل اللونين الاحمر والذهبي، وشركات التكنولوجيا يغلب عليها اللونين الابيض او الازرق الغامق. والمنشآت الصحية والمستشفيات تفضل اللون الازرق او الاخضر الفاتح، الخ.
ولكل منا، لوحة الوان خاصة به، يسميها الرسامون “باليته ” وهي لوح خشبي بيضاوي الشكل تستخدم لدمج الالوان، فنضع مجموعة الالوان التي نريد ان نتعامل بها او معها ونصنع منها الوانا جديدة وذلك بخلطها وفق معايير مزاجية او حسب الغرض الذي من اجله تتم عملية الخلط.
هذا، ونحن لا نعرف كل الالوان، ولا نرى نفس درجة اللون مقارنة ببعضنا البعض، ولا نستسيغ الالوان بنفس الدرجة ولا تعبر الالوان عن انفعالاتنا بنفس القدر.
وهناك من يكتفي بأن تكون “باليتة” الوانه مكونة من ثمانية الوان وآخرون من 12 لونا وغيرهم 30 لونا، اما لاسباب اقتصادية او قدرة محدودة علي التعامل مع الالوان.
اما “باليتة الواني” فهي غنية تحتوي على الوان اكتسبتها من الطبيعة، من الوان الفراشات والطيور والاسماك والورود والزهور والفواكه وحبات الرمل والوان الشفق والغروب.
Sent from Yahoo Mail on Android