شاركت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن”، في منتدى الأعمال السعودي الألماني، الذي تنظمه الوزارة الاتحادية الألمانية للشؤون الاقتصادية والطاقة، بالتعاون مع وزارة المالية السعودية والمركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية، في مدينة برلين.
وقال مدير عام “مدن” المهندس خالد بن محمد السالم، إن المنتدى يجمع كبار المسؤولين الألمان والسعوديين من القطاعين الحكومي والخاص بهدف تعزيز الشراكات المستقبلية من خلال 5 محاور رئيسة هي: الثورة الصناعية الرابعة والتحوّل الرقمي، التجمعات الصناعية المتخصصة، البنى التحتية الحديثة، الخدمات اللوجستية، ودعم ريادة الأعمال، فيما شاركت “مدن” في جلسة بعنوان “الفرص وأفضل ممارسات التصنيع في المملكة العربية السعودية” لاستعراض إستراتيجيتها في تمكين الصناعة والمساهمة في زيادة المحتوى المحلي طبقاً لمبادراتها في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب”.
ولفت إلى أهمية استعراض جهود “مدن” لتطوير التجمعات الصناعية المتخصصة للأسهام في زيادة حجم الصادرات ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 الساعية لتحقيق التنمية المستدامة، وتنويع مصادر الدخل الوطني بالتركيز على الصناعة كخيار استراتيجي، بالإضافة إلى التعريف ببرنامج الإنتاجية الوطني الذي تم إطلاقه لمساعدة المصانع على تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، فضلاً عن دور “مدن” في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وروّاد الأعمال، وتسليط الضوء على خدمات ومنتجات “مدن” لتهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات ذات القيمة المضافة وتوطينها بمدنها الصناعية.
وأضاف أنه في إطار تطوير التجمعات الصناعية المتخصصة، فقد تم خلال شهر نوفمبر الماضي إطلاق تعاون استراتيجي مع الهيئة العامة للصناعات العسكرية للأسهام في توطين الصناعات العسكرية، بالإضافة إلى احتضان “مدن” لمناطق مخصصة للصناعات الغذائية و الخفيفة، وصناعة الأدوية الطبية المتطورة لجعل هذا القطاعات روافد اقتصادية تماشياً مع رؤية المملكة 2030.
وأفاد أن برنامج الإنتاجية الوطني يستهدف تعزيز قدرة المصانع للوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة الإنتاجية عن طريق وضع خطط تحوُّل لتطبيق مبادئ التميّز التشغيلي وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة على 100 مصنع قائم لتكون نموذجاً يحتذي به باقي المُصنِّعين.
وتناول جهود “مدن” بالتكامل مع شركائها في الجهات الحكومية والقطاعين العام والخاص لتذليل العقبات أمام المنشآت الصغيرة والمتوسطة وروّاد الأعمال، ودعمهم بالحلول التمويلية اللازمة، حيث تم إطلاق منتجات: “أرض وقرض” و”مصنع وقرض” بالتعاون مع صندوق التنمية الصناعية السعودي، و”أسس” بالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعية، وكذلك منتج تمويلي مشترك مع البنك السعودي الفرنسي بسقف يصل إلى مليار ريال، فضلاً عن توفير تمويل الملكية الجماعية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بالشراكة مع شركة “منافع” المالية.
وبين أن “مدن” تعمل وفق إستراتيجية محورها جذب وتوطين المزيد من الصناعات النوعية، وزيادة حجم استثمارات القطاع الخاص، ورفع عدد المصانع المنتجة بالمدن الصناعية، إذ توفّر العديد من المنتجات والخدمات المبتكرة لخلق بيئة نموذجية تحقق رضا الشركاء المحليين والعالميين وتواكب تطلّعاتهم، مؤكداً الحرص على المشاركة في المؤتمرات والمعارض واللقاءات داخل المملكة وخارجها من أجل تعزيز الشراكات وبناء علاقات مع شركاء جدد.
الجدير بالذكر، أن “مدن” وقّعت مؤخراً اتفاقيات مع مؤسسات أكاديمية سعودية منها مذكرة تفاهم مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ” كاوست”، لدعم وتنفيذ مشاريع بحثية تخدم القطاع الصناعي، وتسهم في خلق اقتصاد قائم على المعرفة من خلال البحث العلمي، ومذكرة تعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز لخلق شراكة استراتيجية في المجالات الأكاديمية والعلمية والتطبيقية، لتلبية احتياجات “مدن” والشركات والمصانع من الكوادر المؤهلة، وتعزيز توجه المملكة نحو الثورة الصناعية الرابعة.
وتهتم “مدن” منذ انطلاقتها عام 2001م بتطوير الأراضي الصناعية متكاملة الخدمات، إذ تٌشرف اليوم على 35 مدينة صناعية قائمة وتحت التطوير في مختلف مناطق المملكة بالإضافة إلى إشرافها على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة.
وقد تجاوزت الأراضي الصناعية المطورة 198,8 مليون م² حتى الآن، وتضم المدن الصناعية القائمة أكثر من 3500 مصنع منتج.