•في اليوم الاول للتقاعد شعر ان الأبواب مغلقة، خاف من الأيام القادمة لكنه انتبه الى البحث عن فكرة تبعده عن تلك الحالة وهو ماحدث حين وجد امامه صديقه الذي افتتح مكتبا عقاريا بعد تقاعده حقق منه مكاسب كبيرة تفوق راتبه كثيرا، ما كان الا ان عرض عليه المشاركة او يقدم ما يحصل عليه من بيع أراض وإيجار لمحلات وشقق، وافق الصديق استفاد من الوقت بدأ العمل يزداد، كان ذلك زمن طفرة العقار، كأنه لم يتقاعد انما عمل جديدا أكثر حركة ودخلا ماديا يفوق ما سبق، ألغى فكرة افتتاح مكتب آخر حرصا على العلاقة مع صديقه وألا تصاب بتصدع، لكن الصديق اقترح افتتاح مكتب عقار بمكان بعيد مع الحرص على عدم وجود مكاتب مماثلة وان يكون العمل بالنسبة هنا وهناك. وافق على الاقتراح بحث عن موقع مناسب انتظر طويلا السؤال يتكرر هل وجدت المكان؟.بعد وقت اجاب: نعم، على بركة الله.
•التكاليف لم تكن كبيرة لتأسيس المكتب حرص على ان يكون ملفتا وجاذبا للزبائن مريحا ومثمرا. وظف علاقاته وأسلوبه المرن والتركيز بالعمل بعيدا عن الدخول في اعمال مختلفة لكي يحقق النجاح، المبيعات ترتفع المكاسب في ازدياد من يتعامل معه يعود له مرة أخرى مما تتطلب وجود موظف وعامل للمساعدة وعمل المكتب على فترتين صباحية ومسائية بدلا من الفترة الواحدة رغم انها أكثر حيوية، الفترة الصباحية لزبائن معينين يبحثون عن اتخاذ القرار بهدوء.
قال لصديقه: “ياليتني متقاعد من زمان”.
يقظة:
•التقاعد حياة جديدة نملأها بالتفاؤل وهي مرحلة حوصلة الخبرات بعيدة عن التخبط والفشل كل البعد وقريبة من السكينة والاطمئنان كل القرب وانطلاقة لحال جديد وسعيد والعيش بها تحت ظلال شجرة راحة البال وصفاء النفس.
مها النصار
تويتر falehalsoghair
hewar2010@gmail.com