البلاد – رضا سلامة
فيما نشرت منظمة العفو الدولية، أمس الإثنين، تقريرًا أكدت فيه قتل النظام لأكثر من 304 أشخاص خلال الاحتجاجات التي اندلعت بإيران، في 15 نوفمبر الماضي، والتي سميت بـ “انتفاضة البنزين”، مشيرة إلى أنه وفقًا لأدلة موثوقة فإن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، عاد الملالي مجددًا لابتزاز العالم بتهديد مصادر الطاقة في الخليج، أمس الإثنين، عبر توعد مستشار خامنئي، بأنه “إذا لم يسمح لإيران بتصدير النفط فلن يصدره الآخرون”.
وقال فيليب لوثر، مدير البحوث للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: إن “عدد القتلى المثير للقلق، إنما هو دليل إضافي على أن قوات الأمن الإيرانية قامت دون توقف بارتكاب أعمال قتل مروعة، خلفت ما لا يقل عن مقتل 304 أشخاص، في أقل من أسبوع”،
مضيفًا: “حصيلة القتلى الصادمة هذه تظهر ازدراء السلطات الإيرانية المشين للحياة البشرية”. وطالب مسؤول منظمة العفو الدولية بأن “يتحمل المسؤولون عن هذه الحملة الدامية ضد الاحتجاجات جريرة أعمالهم”، داعيًا المجتمع الدولي للمساعدة في ضمان تحقيق المساءلة عن تلك الأعمال، حيث إن “السلطات الإيرانية أظهرت من قبل أنها غير راغبة في إجراء تحقيقات مستقلة وحيادية وفعالة في أعمال القتل غير المشروع، وغيرها من الاستخدام التعسفي للقوة ضد المحتجين”.
توثيق أمريكي
وكان المبعوث الأمريكي للملف الإيراني، برايان هوك، قد قال قبل أيام: إن النظام الإيراني ربما قتل أكثر من ألف شخص في الاحتجاجات التي بدأت قبل أسابيع للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية بعد قرار حكومي بزيادة أسعار المحروقات.
واستشهد هوك بمقاطع فيديو، أرسلت إلى الخارجية الأمريكية بعد دعوة من بومبيو للإيرانيين لإرسال تقارير عن الاحتجاجات، مشيرًا إلى أن المقاطع تؤكد إطلاق الحرس الثوري الإيراني الرصاص على المحتجين باستخدام “أسلحة رشاشة”.
تصريحات المبعوث الأمريكي للملف الإيراني جاءت بعد بيان للبنتاجون يعبر عن قلقه بشأن “التهديد” الخاص بإيران، ويعلن أن الولايات المتحدة تدرس إضافة قوات أمريكية في منطقة الخليج، لمواجهة التهديد الإيراني.
ويأتي تهديد مستشار خامنئي باستهداف مصادر ومنشآت النفط في الخليج، ليكشف 3 نقاط رئيسة، تتعلق بردود أفعال النظام الإيراني وتفاعلاته مع الأحداث وتأثيرها عليه: أولًا؛ حالة الارتباك والتخبط الشديدين التي يمر بهما النظام، والتي تجعلة يمارس سلوكًا متضاربًا وغير متسق، يهدد ويعتدي وينكر ويتبرأ ويستنجد ويستغيث ويتوعد.
وثانيًا؛ مسؤولية النظام عن الاعتداءات التي طالت ناقلات النفط في الخليج ومنشآته داخل الأراضي السعودية، فبالإضافة إلى الأدلة الفنية المتعلقة ببقايا ونوعية الأسلحة المستخدمة في الهجمات، تطرح التهديدات المستمرة تساؤلات عن المستفيد من إشعال الأوضاع بالمنطقة. وثالثًا؛ فاعلية سياسة الضغط الأقصى الأمريكية تجاه الملالي، حيث أحكمت الخناق حول رقابهم، وضاعفت حالة الغضب الشعبي ضدهم في الداخل، في وقت تشتعل انتفاضة بالإقليم ضد عربدتهم، وتدخلهم في الشؤون الداخليه لدوله.
تهديد وتلبس
الارتباك والتخبط الإيراني الواضح جسدته تصريحات سابقة على تهديدات مستشار خامنئي، أكدت خلالها الخارجية الإيرانية سعي طهران خلال زيارة حسن روحاني إلى اليابان، المقررة في 20 دسمبر الجاري، إلى بحث سبل خفض التوتر بين إيران وأمريكا، وأن هناك آمالًا في إحداث الزيارة تقدمًا ونتائج مرجوة تجاه تخفيف العقوبات الأمريكية.
ويؤكد تهديد، مستشار خامنئي، مسؤولية إيران عن الاعتداءات ضد ناقلات منشآت النفط المنطقة، حيث أعلن البنتاجون اعتراض البحرية الأمريكية لسفينة في بحر العرب أواخر الشهر الماضي، تحمل عددًا كبيرًا من المكونات الصاروخية الإيرانية” كانت متجهة إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، وهي الجهة التي أعلنت مسؤوليتها سابقًا عن استهداف المنشآت النفطية في السعودية.
وتؤكد تقارير دولية متطابقة، زلزلة سياسة الضغط الأقصى الأمريكية لحكم الملالي، وما خلفته من تعاظم الغضب الشعبي ضد النظام، الذي يواجه احتجاجات بالداخل وانتفاضة ضد ممارسته العدائية في العراق ولبنان، بينما نذر مماثلة تلوح في الأفق بالعديد من دول المنطقة.