عدن – البلاد
تعيد مطالبة رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، للأمم المتحدة باتخاذ موقف إزاء اختطاف وتعذيب المليشيا الحوثية للصحافيين في سجونها، تسليط الأضواء على مسلسل انتھاكات المليشيا الانقلابية الموالية لإيران ضد الصحافيين والإعلاميين، التي تتضمن القتل والخطف والسجن والتعذيب والاستهداف والتضييق والتهديد، حيث ترى المليشيا الحوثية في الصحافيين والإعلاميين ألد خصومها، باعتبارهم ينقلون الحقيقة، التي تكشف بشاعة جرائمها بحق الشعب اليمني، لذلك أرادوا إبعاد الشهود إما بالقتل أو التشريد أو الاختطاف.
ويوم الاثنين الماضي، بدأت محكمة تسيطر عليها مليشيا الحوثي الانقلابية، بشكل مفاجئ، جلسات محاكمة 10 صحافيين مختطفين في سجونها بصنعاء منذ يونيو 2015، وأكد بيان لهيئة الدفاع عن الصحافيين أن التهم الموجهة إليهم كيدية وتستهدف عملهم الصحافي لاغير، مشيرين إلى ضرورة تدخل المنظمات المحلية والدولية لإنهاء معاناتهم والضغط للإفراج الفوري عنهم.
وأدانت منظمات حقوقية محاكمة مليشيا الحوثي الإرهابية للصحافيين المختطفين للابتزاز السياسي، خاصة بعد إعلان الحوثيين استعدادهم الافراج عنهم بصفقة تبادل مع الشرعية، رغم أن من يطالب بهم الحوثيين مقابل الصحافيين هم أسرى حرب من جبهات القتال، بينما اختطفت المليشيا الصحافيين من منازلهم وأماكن عملهم، ما يمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الإنسانية، التي تجرم اختطاف والاعتداء على الصحافيين وحرية التعبير.
وأكد محامو الدفاع عن الصحافيين الـ 10 وهم: عبد الخالق أحمد عمران، أكرم صالح الوليدي، الحارث صالح حميد، توفيق محمد المنصوري، هشام أحمد طرموم، هيثم عبدالرحمن الشهاب، هشام عبدالملك اليوسفي، عصام أمين بلغيث، حسن عبدالله عناب، صلاح محمد القاعدي، أن مليشيا الحوثي تواصل تعذيبهم رغم إحالة قضيتهم للقضاء، موضحين أن الكثيرين منهم أصيبوا بأمراض خطرة جراء التعذيب والمعاملة القاسية في سجون المليشيا.
وقد وثقت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين”صدى”، ارتكاب المليشيا الحوثية أكثر من 3000 آلاف حالة انتهاك بحق صحافيين خلال الثلاثة أعوام الماضية، كاشفة أن 22 صحافيًا دفعوا أرواحهم ثمنًا للحقيقة، وأن مليشيا الحوثي حاولت قتل 21 صحافيًا وعاملًا في حقل الإعلام، وبخلاف محاولات قتل الصحافيين، تعرض 54 صحافيًا وعاملًا في حقل الإعلام لاعتداءات جسدية، تنوعت بين الاعتداء بالضرب، والضرب والتوقيف، والضرب وإطلاق النار، وكذا 15 صحافيًا ما يزالون يخضعون لأساليب متعددة من التعذيب.
وأوضح التقرير، أن العاصمة صنعاء مثلت المدينة الأخطر على الصحافيين، طوال الثلاثة أعوام الماضية، حيث شهدت أكثر من 2741 حالة انتهاك، بنسبة 88 %، من إجمالي الانتهاكات المرصودة بحق الصحافيين.
وبحسب التقرير، فإن ميليشيا الحوثي مسؤولة عن 93.9% من الإصابات التي تعرض لها الصحافيون أثناء القتال، في حين توزعت 6% من الإصابات على جهات مجهولة.
بينما أظهرت نتائج التقرير أن المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية حققت نسبة عالية في تأمين المؤسسات الإعلامية والعاملين في حقل الصحافة والإعلام.
وكان رئيس الوزراء اليمني خلال لقائه في العاصمة المؤقتة عدن، الممثل المقيم لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان لدى اليمن، العبيد أحمد العبيد، قد طالب بتحمل الأمم المتحدة لمسؤولياتها في الضغط على المليشيات الحوثية لوقف انتهاكاتها وجرائمها ضد الصحافيين والمدنيين عموما.