البلاد – محمد عمر
تتجه أنظار العالم نحو الرياض التي تستضيف القمة الخليجية فى دورتها الـ 40 اليوم الثلاثاء، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، التي تحمل طاولتها حزمة متنوعة من الملفات المهمة، في توقيت وظروف استثنائية بالمنطقة العربية، دعت حكمة المملكة فى المواقف الصعبة للتدخل واستضافة القمة لدراسة الملفات الساخنة والوصول إلى توافق مشترك، وتأتي القمة لاستكمال العمل وترتيب الأوراق وتوحيد الرؤى والأهداف وتعزيز العمل الخليجي المشترك فى مختلف المجالات، لمواجهة التحديات وتجاوز المرحلة الراهنة.
التوقيت والملفات
وقال هشام البقلي مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان – زايد، إن توقيت القمة مهم للغاية نظرا لما تؤول إليه المنطقة من تحولات على كافة المستويات، تؤثر على الجميع.
وأضاف لـ(البلاد) أن هناك ملفات عديدة مفتوحة؛ العراق والحراك الشعبي الكبير هناك، بجانب الوضع باليمن، وأيضا الأحداث في لبنان، وتطورات المشهد السوري، والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، مؤكدا أن الدول الخليجية والعربية عموما يجب أن تكون على قلب رجل واحد وتتخذ إجراءات صارمة ضد التدخلات الإيرانية، فالتوقيت الحالي لم يعد يحتمل الوقوف في المنتصف أو لعب دور الحياد.
واختتم بالإشادة بخطوات المملكة الإيجابية للم الشمل العربية، تأكيدا على الثوابت السعودية في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
طاولة الشراكة
وشدد د.أحمد عمران الخبير الإعلامي، على أن القمة نقطة مركزية في حماية المصالح العربية ضد أية محاولات للتدخل بالشؤون الداخلية، معتبرا أن الظروف الراهنة تدعو لطرح كافة الملفات والأحداث على طاولة الشراكة الخليجية.
وأوضح أن المملكة هي جوهر الأمن والاستقرار الإقليمى، ودائما تتخذ القرارات المهمة التي تتعلق بالمنطقة، وتساهم بدورها الإيجابي فى الحفاظ على المنطقة ضد أية اعتداءات أو محاولات للتدخل فى شؤونها الداخلية.
أمن الطاقة
وقال أحمد معطي الخبير الاقتصادي إن القمة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- , تحمل أهمية كبرى نحو تعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات، بالإضافة الى تدارس التطورات السياسية الإقليمية والدولية والأوضاع الأمنية في المنطقة، وانعكاساتها على أمن واستقرار دول المجلس, خاصة في ظل توترات كبيرة بالمنطقة، بسبب سلوك إيران العدواني، التي يجب ردعها بتكاتف الدول الخليجية والعربية.
وبين أن المملكة تبادر كما عرف عنها دائما في كل القضايا، والقمة مهمة جدا للنقاش حول تعزيز أمن الممرات البحرية والخطوط الملاحية والمنشآت النفطية ومساراتها الممتدة على مساحات كبيرة.
ظروف استثنائية
وأوضح د.علي عباس أستاذ الاقتصاد أن القمة تأتي في ظل ظروف استثنائية وتحديات خطيرة، نتيجة التهديدات المباشرة للأمن والسلم في المنطقة، خاصة حرية الملاحة والتجارة العالمية، بسبب سعي بعض الدول والميليشيات لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، عبر نشر الإرهاب وتهديد المنشآت النفطية والممرات الملاحية والتدخل في شؤون الدول الأعضاء.
وقال إن الهجمات الإرهابية الحوثية الإيرانية تعد تطورا خطيرا يهدد مصادر ومسارات الطاقة، كما ينعكس سلبا على السلم والأمن الاقتصادي وعلى استقرار أسواق البترول العالمية.
ونوه “عباس” إلى أن القمة ستسعى إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الأعمال التخريبية، عبر مبدأ الأمن الجماعي المتكامل والمتكافل، وستؤكد على ضرورة التزام إيران بمبادىء الأمم المتحدة وحسن الجوار، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وإيقاف دعم وتمويل الميليشيات الإرهابية، كما ستعمل على مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة تجاه عدوانها وبرنامجها النووي والصاروخي.
توحيد الصف
من جانبه بين علاء المهدي المستشار الاقتصادي أن المملكة تعمل على توحيد الصف الخليجي والعربي من خلال القمة الحالية، فضلا عن اتخاذ خطوات عملية مع الشركاء الدوليين تجاه تعزيز السلم والأمن الدوليين، لحماية الممرات الملاحية والمصالح المشتركة.
وأضاف أن مطلب تعزيز الأمن والسلم بات مُلحا بعد ما واجهته المنطقة من اعتداءات إرهابية، مشيرا إلى جهود المملكة لحماية الأمن الاقتصادي العالمي، ومن أهمها ما تقوم به القوات البحرية الملكية السعودية والقوات البحرية للدول الشقيقة والصديقة، لدعم الجهود الإقليمية والدولية من أجل حماية الممرات البحرية وتحقيق الاستقرار بالمنطقة والعالم.
الجانب الاقتصادي
وأكد كريم عادل مدير مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن القمة الخليجية دلالة على قوة وتماسك المجلس ووحدة الصف بين أعضائه، وعلى رغبة المملكة في تحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط بين دول الخليج.