الدمام – حمود الزهراني
تبدأ السوق المالية السعودية مرحلة جديدة في تاريخها، بتداول أسهم أرامكو بعد أكبر اكتتاب أولي يشهده العالم حصيلته 25.6 مليار دولار، كما ستكون أرامكو قادرة على رفع عدد الأسهم المطروحة في الاكتتاب الأولي في حال كان الطلب قويا جدا، وهو ما قد يرفع المبلغ المجموع إلى 29.4 مليار دولار من خلال أسهم الاستقرار المالي، وستضيف 6.4 تريليون ريال من القيمة السوقية لتداول لتصبح من أكبر 10 بورصات في العالم، بقيمة تتجاوز 8 تريليونات ريال ما يعادل 2.75 تريليون دولار.
وأكد المدير التنفيذي لـ”تداول” خالد الحصان، الاستعداد لاستقبال سهم أرامكو، بعد غد الأربعاء، مشيرا إلى أن تمديد فترة المزاد ما قبل الافتتاح إلى 10:30 صباحا يعتبر أحد الإجراءات التي تتبعها الأسواق عادة في الاكتتابات الكبيرة، والغرض منه أهمية اكتشاف سعر الافتتاح لأول مرة لشركة جديدة مدرجة بالسوق، ويعطي ذلك بعض المستثمرين فترة إضافية لتحديد سعر السهم من حجم الطلبات والعروض المقدمة خلال مزاد ما قبل الافتتاح.
وأوضح في تصريح أن آلية مدير الاستقرار السعري، هدفها الحفاظ على توازن سعر سهم الشركة خلال الشهر الأول في إطار سعر الطرح الذي هو 32 ريالا، من خلال التدخل بالشراء في حال الضغط النزولي على السهم، وفي حال ارتفاع السهم فيترك ذلك لسجل التداول بناء على العرض والطلب.
كما أن المحفزات التي قدمتها أرامكو بمنح أسهم مجانية في حال الاحتفاظ بالأسهم لمدة 6 أشهر هي محفزات جيدة لادخار السهم، مع الخذ في الاعتبار أن القرار الاستثماري يعود للمستثمر بالتالي ستعتمد حركة السيولة في السهم خلال الأيام الأولى على حجم الطلب على سهم أرامكو”.
وبالنسبة للمؤشرات العالمية أشار الحصان إلى المسار السريع لضم سهم أرامكو إلى تاسي ومؤشرات MSCI، حيث سيكون هناك إعلان بإغلاق يوم الأربعاء عن قرار إدراج أرامكو في مؤشر تاسي، وتكون بسعر إغلاق اليوم الخامس للتداول، فيما سبق وأعلن مؤشر “أم أس سي آي” أنه في حال إدراج أرامكو قبل 12 ديسمبر فسيكون الانضمام قبل 17 ديسمبر.
يذكر أن إجمالي الطلبات في اكتتاب أرامكو 446 مليار ريال ، أي ما يقارب نصف تريليون ريال ما يعادل 119 مليار دولار، ليصبح بذلك أكبر اكتتاب من نوعه في تاريخ الإقتصاد العالمي ، حيث تم إقفاله بجمع أكثر من 4.5 مرات من قيمة الطرح الأساسي .
من جانبه قال رئيس غرفة الشرقية، عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي، إن ما شهده اكتتاب شركة أرامكو السعودية من إقبال واسع سواء من شريحة الأفراد أو المؤسسات، يبعث على الاعتزاز والفخر والتفاؤل بمردوداته الإيجابية على الاقتصاد الوطني، ويُعد خطوة جوهرية في بناء اقتصاد وطني متنوع في مدخلاته، ودليلا قويًا على مدى جاهزية سوق الأسهم السعودي على تنظيم وطرح مثل هذه الاكتتابات الضخمة.
وأضاف أن الاقتصاد السعودي يدخل مرحلة جديدة من التطور والانفتاح على الاستثمارات بشقيها الأجنبي والمحلي، والتي تتطلب من قطاع الأعمال الاستعداد الكامل لها والبدء في وضع الخطط الاستراتيجية للتعاطي مع هذا التطور، مؤكدا أن التحسن اللافت لبيئة الأعمال منذ انطلاق رؤية2030م، لعب دورًا كبيرًا في تعزيز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب بمستقبل الاقتصاد الوطني، الذي يؤشر بأنه في طريقه ليكون من الوجهات الأكثر جذبا للاستثمارات في العالم.
