جدة- البلاد
يفتتح مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، الأربعاء القادم، معرض جدة الدولي للكتاب في دورته الخامسة الذي يستمر حتى الحادي والعشرين من الشهر الحالي على أرض الفعاليات بأبحر الجنوبية بمحافظة جدة.وتشارك في هذه النسخة قرابة 400 دار نشر، من 40 دولة حول العالم.
سمو محافظ جدة… متابعة لصيقة
وكان الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة رئيس اللجنة العليا للمعرض قد تابع أعمال اللجان بمختلف مهامها، للخروج بنتائج ترتقي لحجم استضافة المحافظة لمثل هذه المعارض العالمية، والحرص على مراعاة التنوع والتجديد في المحتوى المعرفي بما يلبي تطلعات ورغبات مختلف شرائح المجتمع، وإظهار الحدث بالصورة التي تخدم توجيهات القيادة الرشيدة واهتمامها بصناعة الثقافة وتنمية روح الانتماء إلى الكتاب والاهتمام بحركة التأليف والنشر بشكل عام.
ويتضمن المعرض برنامجاً ثقافياً مميزاً في النسخة الخامسة التي تعد الأميز والأكبر من نسخه السابقة، حيث يضم أكثر من 50 فعالية، في مقدمتها ورشة عمل في الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي والندوات والمحاضرات والمسرحيات تقدم من خلال مسرحين داخل وخارج المعرض يتعايش مع أجواء البحر والهواء الطلق، والمشتملة على موضوعات اجتماعية وثقافية إضافة لتقديم أفلام وثائقية تحاكي الأسرة والطفل وتلامس السلوك التوعوي والتثقيفي.
ورصد المعرض في نسخته لهذا العام 350 ألف عنوان في شتى أوعية المعرفة لتلبية أذواق مختلف شرائح المجتمع وربطهم بالثقافة والقراءة وتنمية الحس الثقافي، والاطلاع على المخزون الثقافي السعودي والعربي والعالمي، فيما يصعد أكثر من 200 مؤلف ومؤلفة لمنصات توقيع الكتب بالمعرض الذي رسخ مكانته المحلية والعربية والعالمية، وسط تطلعات استمرارية هذا الحراك الثقافي لنسخ قادمة والرقي بمستوى المنتج الثقافي كما يهدف المعرض أيضاً إلى المساهمة في التعريف بجهود المبادرات الثقافية وأندية القراءة وإبراز أعمالهم.
إضافة جديدة ومشاركة واسعة
ويأتي المعرض في نسخته الخامسة ليضيف ما يميزه عن المعارض الأخرى من خلال مشاركة واسعة لكبريات دور النشر العربية والدولية وشموليته التي تتضمن الكتب الأكاديمية والثقافية والعلمية والأدبية والدينية بالإضافة إلى كتب الطفل والوسائط المعرفية والكتب الإلكترونية. كما يصاحب المعرض العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والترفيهية وورش العمل.
وكانت إدارة المعرض قد كشفت عن وصول شحنات الكتب من داخل المملكة ومختلف دول العالم بمجهودات متواصلة من الجهات العاملة ذات العلاقة كما أعلنت منذ وقت مبكر البدء في استقبال طلبات المؤلفين والمؤلفات الراغبين في توقيع كتبهم على المنصات المخصصة داخل المعرض واشترطت أن يكون الكتاب من إصدارات عام 1440/ 1441هـ / 2019 م وفي طبعته الأولى ويتضمن التسجيل كامل بيانات الطلب حسب استمارة الطلب مع إرفاق نسخة من إذن فسح الكتاب الصادر من وزارة الإعلام وأن لا يكون قد سبق توقيع الكتاب في المعرض.
أكبر المعارض المتخصصة
ويعد المعرض الذي يتربع على مساحة إجمالية تبلغ 30 ألف متر مربع، واحداً من أكبر المعارض المتخصصة، والذي يراعي عناصر التجديد والتنوع في الإثراء المعرفي ونشر الوعي والمعرفة وتثقيف المجتمع بالكتاب، كما يعزز المعرض وعبر مسيرته التي امتدت لخمس سنوات متتالية مكانة المملكة لاحتضان الفعاليات الكبرى وتقديم الثقافة بأجمل صورها وأشكالها ووفق ما تحتضنه جدة من مقومات ومخزون ثقافي وإرث حضاري واثراء البيئة الثقافية بالمملكة.
ويجسد المعرض التطور الكبير الذي شهدته صناعة الطباعة والنشر في العهد السعودي، مع بداية إنشاء المطابع التي كان لها إسهام واضح في طباعة ونشر الكثير من الكتب والصحف عقب توحيد الملك عبدالعزيز،رحمه الله، هذا الكيان الشامخ، حيث بدت المساهمات التي وضعتها الحكومة من أجل نشر هذه الصناعة والتشجيع الدائم والمستمر للكتاب والمؤلفين والدعاة، وتقديم الإعانات المادية والمعنوية للمطابع من الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ودعمه لطباعة العديد من الكتب وخصوصاً ما يتعلق بأمور الدين والتاريخ واللغة العربية، وحبه للعلم وإجلاله للعلماء وتقريبهم منه، واتجاهه إلى طبع نفائس من كتب التراث، وكتب العلم المهمة وما يتصل بالدعوة، والكتب الأدبية أو الشعرية، التي كان يرى تشجيع أصحابها بنشرها على حسابه.
كما يعد واحدا من أكبر المعارض المتخصصة في الوطن العربي، حيث تتلخص أهدافه في نشر الوعي والمعرفة وتثقيف المجتمع بالكتاب مما يعزز مكانة المملكة لاحتضان الفعاليات الكبرى وتقديم الثقافة بأجمل صورها وأشكالها ووفق ما تحتضنه جدة من مقومات ومخزون ثقافي وإرث حضاري وتعزيز البيئة الثقافية بالمملكة، والمضي في توجيهات القيادة الرشيدة واهتمامها بصناعة الثقافة وتنمية روح الانتماء إلى الكتاب والاهتمام بحركة التأليف والنشر بشكل عام.
معارض الكتاب
وتعد معارض الكتاب إحدى أهم قنوات التواصل المباشر بين الكتاب والناشرين والمثقفين للاطلاع على كل ما هو جديد في هذا المجال، فضلاً عن كونها حدثاً ثقافياً بارزاً تتابعه الأوساط الثقافية والأكاديمية والإعلامية وتوليه اهتماماً خاصاً.
وظل الكتاب برغم كل المتغيرات التقنية الحديثة يحتفظ بمكانته التي احتلها لدى عشاق المعرفة. ولهذا نرى تزايد الإقبال على معارض الكتاب بالمنطقة العربية باعتبارها الملتقى الموسمي لأهل صناعة الكتاب من مؤلفين وناشرين وموزعين بجمهورهم من المثقفين وطلاب العلم وأصدقاء الكتاب من مختلف شرائح المجتمع.
وإن كانت الجوانب السابقة تعد قاسماً مشتركاً بين جميع معارض الكتاب الدولية فإن معرض جدة الدولي للكتاب يأتي ليضيف ما يميزه عن المعارض الأخرى من خلال مشاركة واسعة لكبريات دور النشر العربية والدولية وشموليته التي تتضمن الكتب الأكاديمية والثقافية والعلمية والأدبية والدينية بالإضافة إلى كتب الطفل والوسائط المعرفية والكتب الإلكترونية.
تاريخ المعرض
انطلقت فكرة معرض جدة الدولي للكتاب عام 1993 من الغرفة التجارية بجدة، بعد تأسيس أول لجنة إعلامية ثقافية داخلها ويرجع تاريخه إلى العام 1994بتنظيم الشركة السعودية للمعارض واستمرت دورات المعرض بشكل متتال تقريباً منذ عام 2000 وحتى عام 2006، باستثناء عام 2001،وشاركت جهات مختلفة في تنظيمه والإشراف عليه، من بينها وزارة التعليم العالي من خلال جامعتي الملك عبدالعزيز، وأم القرى بمكة المكرمة، ووزارة الثقافة والإعلام، والغرفة التجارية بجدة، وكان للتقنية تأثير كبير عليه، فمنذ عام 2000 أصبح مختلفًا ومميزًا، من ناحية المحتوى ولجنته الثقافية كما تم تكريم بعض المثقفين والموسيقيين فيه.
وتوقف المعرض عام 2001، ليعود مجددا في عام 2002، وقد دخلت جامعة الملك عبدالعزيز كجهة منظمة بمشاركة شركة الحارثي، واستمرت الجامعة والشركة ووزارة الإعلام في المشاركة في تنظيم معرض 2003.
ويعد معرض 2006 الذي نظم في مركز الجمجوم هو الأخير حيث صدر في عام 2008 قرار بإسناد مسؤولية معارض الكتب إلى وزارة الثقافة والإعلام، بعد أن كانت وزارة التعليم العالي تكلف جامعة في كل سنتين لتنظيم معرض دولي للكتاب.
وقد عاد المعرض بحلة جديدة بعد عشر سنوات ناشد فيها سكان جدة ونخبه الثقافية والأكاديمية بضرورة عودة المعرض، فكان لجدة أن يعود لها معرضها عام 2015 ليستمر حتى اليوم، مضيفًا في كل نسخة فعاليات ثقافية مساندة للكتاب وداعمة له.