اليمن – البلاد
اليمن أكثر بلد يعاني فيه الأطفال منذ تمرد المليشيا الحوثية أواخر2014 واستمرت بفعل دعم إيران لها. هذا الواقع المأساوي أكد عليه مجددا تقرير أخير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، كاشفًا عن تجاوز أعداد الأطفال الذين قتلوا أو تشوهوا بسبب الحرب العبثية لمليشيا الحوثي الـ 7 آلاف طفل.
يشير التقرير إلى مقتل 2000 طفل وتشويه 4800 آخرين، وتسببت بنزوح 3.6 مليون شخص، بمن فيهم 2 مليون طفل، من النازحين داخليًا ، كما أكد تجنيد أكثر من 2700 طفل في الميليشيا الإرهابية الحوثية التي دأبت على هذه الجريمة بحق الأطفال، وفق العديد من التقارير والأدلة المتداولة محليًا ودوليا.
ويعاني أكثر من 368 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد الوخيم، بحسب التقرير الذي نبه إلى أضرار إغلاق المدارس والمستشفيات، الذي يهدد حصول الأطفال على الخدمات التعليمية والصحية، مما يجعلهم عرضة لمخاطر أمنية وصحية خطيرة.
وأشار التقرير إلى وجود ما لا يقل عن مليوني طفل في اليمن خارج المدرسة، في حين أن ما يقدر بـ 46% من الفتيات و 54% من الأولاد مسجلون في المدارس، مُرجحًا تسرب الفتيات في المرحلة الثانوية بسبب مشاكل أمنية ونقص المدرسات وعدم وجود مرافق ملائمة للمياه والصرف الصحي.
وكانت منظمة “يونسيف” قد سبق وأكدت في 20 نوفمبر الماضي بمناسبة اليوم العالمي للطفل والذكرى الثلاثين لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل، أن استمرار الحرب من جانب المليشيا الحوثية التي تزكي نارها إيران، تسبب في أزمة اقتصادية طاحنة، ووضع أنظمة الخدمات الاجتماعية الأساسية خاصة في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا على حافة الانهيار، مما أسفر عن عواقب وخيمة آنية وبعيدة المدى على الأطفال. وأشارت ممثلة اليونيسف في اليمن، إلى المليشيا الحوثية التي تسيطر بقوة السلاح على الأرض في صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى الأكثر ازدحامًا بالسكان.
وأضافت أنه :”يجب أن تكون الذكرى الثلاثون للاتفاقية بمثابة تذكير واضح للالتزام مجددًا وعلى نحو عاجل بالمسؤولية عن مساعدة أطفال اليمن للبقاء أحياء والنمو في بيئة يسودها الأمن والسلام”.
وحذرت منظمات محلية من خطورة ما تعانيه الطفولة في مناطق سيطرة الحوثيين، لا سيما مع اتساع ظاهرتي اختطاف الأطفال وتجنيدهم في الميليشيا للقتال ، وهو ما تؤكده تقارير وصور منتشرة للتجمعات والمواقع العسكرية في مناطق نفوذ جماعة الحوثي، مما يمثل تهديدًا كبيرًا للطفولة ومستقبل البلاد.
ولا تقف مآسي الأطفال عند هذا الحد، فقد نوهت بيانات دولية لما يتعرضوا له في المناطق التي تسيطر عليها تلك الميليشيا وانقطاع رواتب المعلمين، ما أدى لانتشار عمالة وتسول وجرائم الأطفال بصورة خطيرة، مما يضاعف من معاناة المجتمع وتمزق نسيجه الاجتماعي.