البلاد – عمر رأفت
رفعت الولايات المتحدة الأمريكية تقديراتها لعدد من قتلهم نظام الملالي في انتفاضة البنزين التي اندلعت في عموم مدن ومناطق إيران في 15 نوفمبر الماضي إلى أكثر من ألف متظاهر.
وقال الموفد الأمريكي الخاص لشؤون إيران، براين هوك :” يبدو أن النظام قد يكون قتل أكثر من ألف مواطن إيراني منذ بدء الاحتجاجات”، وأقر هوك بصعوبة تأكيد المعلومات، لكنه قال:” نعلم بالتأكيد أن هناك عدة مئات قتلوا”، وأضاف:”عدة آلاف من الإيرانيين أصيبوا بجروح و7 آلاف على الأقل أوقفوا” مؤكدا أن الولايات المتحدة تلقت صورًا ومقاطع فيديو من 32 ألف شخص، وهي ارتكزت في تقديراتها على هذه المواد، إضافة الى تقارير من مجموعات خارجية.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد قال عن قمع الاحتجاجات في إيران:” إنهم يقتلون العديد من الأشخاص، ويعتقلون الآلاف من مواطنيهم في قمع وحشي”، وأضاف أنه “وضع مروع”، محذرًا من أن أي تهديد من إيران “سيتم الرد عليه بشكل قوي جدا”.
وتفوق تقديرات هوك وترامب حصيلة الـ 208 قتلى التي أعلنتها منظمة العفو الدولية منذ أيام، رغم أن المنظمة أشارت إلى أن العدد قد يكون أكبر لكنها تلتزم الحذر بسبب صعوبة تأكيد المعلومات.
الأعداد أكبر
ويؤكد أحمد فاروق، الباحث في الشأن الإيراني أن قمع إيران لانتفاضة البنزين كان غير مسبوق، والتقارير والأنباء والفيديوهات الواردة من الداخل تشير إلى أعداد الضحايا أكبر من المعلن والمتداول، ولا يستبعد أن يتخطى الـ 1000 بكثير.
وأضاف لـ(البلاد) أن تظاهرات هذه المرَّة مختلفة عن تظاهرات2009 و 2017و 2018، وحجم التركيز الدولي مع ما يجري في إيران كان أكبر بكثير من أي فترة مضت، وهذا الاهتمام منح المبرر للنظام لتوجيه تهمة العمالة إلى المحتجين، وجعله يمعن في القتل والتنكيل بالمتظاهرين ، لافتا إلى أن الحراك السياسي والاجتماعي أصبح سمة تتسم بها إيران، وبات يستهدف رؤوس النظام كالمرشد على خامنئي، والرئيس حسن روحاني، وكذلك ينتقد مغامرات النظام الخارجية التي تسببت في خسائر اقتصادية كبرى، على حساب تخفيف العبء الاقتصادي عن كاهل المواطنين الإيرانيين.
وقال أحمد الأمير، الباحث بالشأن الإيراني: إن النظام يتمتع بخبرة منقطعة النظير في قمع الاحتجاجات؛ لذلك يتوقع أن تكون حصيلة القتلى والجرحى والمعتقلين بالآلاف ، موضحا أن قطع الإنترنت هذه المرة يشير إلى أن النظام رأى نفسه في مأزق لم يتعرض له من قبل، مما دفعه للبحث عن ذرائع تبرر له ردع المواطنين واتباع أساليب عنيفة في التصدي لهم
، مشيرا إلى أن هناك بعض المواطنين الإيرانيين تحدثوا مع قنوات ناطقة بالفارسية بالخارج، وقالوا: إنهم رأوا قوات الأمن وذوي الملابس المدنية يضرمون النار في البنوك ويخربون بعض الممتلكات العامة، وهذا دليل على أن قوات الأمن صنعت دوافع تبرر لها التصدي للاحتجاجات بأسلوب عنيف ودام لإرهاب الشعب وإرغامه على التراجع.