البلاد – محمد عمر وعمر رأفت
تقرير وكالة “أسوشيتد برس” الأخير، الذي نقل عن مسؤولين أمريكيين مصادرة كبيرة من أجزاء صواريخ إيرانية موجهة في بحر العرب ، كانت مرسلة إلى الحوثيين في اليمن، كشف مواصلة النظام الإيراني لدوره الإرهابي في المنطقة العربية، عبر تزويد ودعم جماعات إرهابية بالأسلحة والخبراء، مما يهدد المنطقة والعالم بموجات جديدة من عدم الاستقرار والعنف والإرهاب، ويخالف قرار للأمم المتحدة يحظر على إيران تقديم أو بيع أو نقل أسلحة خارج البلاد، وآخر يحظر تقديم أسلحة للحوثيين.
وهناك لائحة طويلة تشمل دور إيران في دعم جماعات إرهابية بالأسلحة وتقيم الخبرات اللازمة لتنفيذ عمليات متنوعة، وتأتى جماعات الحوثي على رأس قائمة المليشيات التي تدعمها إيران؛ باعتبارها ذراعا إرهابيا لنظام الملالي، في محاولة بائسة لإطالة وجود تلك العناصر الإرهابية على مسرح العمليات العسكرية في اليمن.
دعم متنوع
في هذا السياق، قال وجدان عبد الرحمن، الباحث في الشأن الإيراني: إن الدعم الإيراني السخي للحوثيين، لم يقتصر على تزويدهم بالسلاح والمال، وإنما تقديم دعم استخباراتي وتقني نوعي، حيث وعد فيلق القدس بنقل نوع جديد من الطائرات المسيرة من طراز “شاهد 129” إلى الحوثيين، ليتمكنوا من الوصول إلى عمق أراضي دول أخرى.
وأضاف لـ(البلاد) أنه بدءًا من 24 يوليو يتم تدريب الحوثيين في جزيرة قشم (قسم) وبندر عباس على طيران الاستطلاع وتحديد الأهداف وشن هجمات ضد ناقلات نفط ومدن، وهذا مشروع تم تخطيطه وتنفيذه بواسطة لجنة اليمن في فيلق القدس.
ونوه”عبد الرحمن” إلى أن ضبط البحرية الأمريكية لصواريخ إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين، محاولة لدعم المشروع الإيراني في اليمن، بعدما أصبح يتلقى الهزائم واحدة تلو الأخرى في العراق ولبنان، بل وفي الداخل الإيراني.
عمليات عدائية
وقال هشام البقلي، الباحث في الشأن الإيراني: إن ضبط الصواريخ الإيرانية يعني عدم جدية طهران في الحلول السلمية بالمنطقة.
وأضاف لـ(البلاد): إن ما قامت به إيران يُكذب وينسف كافة التعهدات التي تطلقها بالحفاظ على الأمن والسلم الإقليميين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وأوضح”البقلي” أن إيران بهذا الشكل وبالتحركات المريبة التي تقوم بها مؤخرًا تستهدف القيام بعمليات عدائية، ويبدو أن الخطة الإيرانية لمواجهة التظاهرات التي اندلعت ضد النظام قد تبدلت، بحيث تتجه للتصعيد والقيام بعمليات عدائية بالخارج، في محاولة لجر المنطقة لصراع عسكري محدود يؤدي إلى التفاف الشعب الإيراني حول قيادته، واستخدام الأمر كورقة ضغط على كافة الأصعدة الإقليمية والدولية.
توسيع نفوذ
من جانبه، قال الباحث في الشأن الإيراني أحمد قبال: إن إيران تدعي مرارًا دعمها للحوثي بشكل غير مباشر فقط، رغم العديد من الأدلة التي تؤكد تورط طهران في تقديم الدعم المباشر للجماعة ، وكل الدلائل تشير إلى تورطها ومن ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستخدمها المليشيا تفوق إمكاناتها، بالإضافة إلى أن بقايا الصواريخ الحوثية تكشف أنها إيرانية الصنع.
وأوضح”قبال”، أن الموقف الدولي لا يزال حتى الآن عاجزًا عن الوصول بالساحة اليمنية إلى تسوية شاملة، عبر إجبار الطرف الإيراني على الانسحاب من اليمن، وتشجيع مكونات الشعب اليمني على إنهاء الصراع، مع الأخذ في الاعتبار أن طهران في المقابل لن تنسحب بسهولة من الساحة، وأن مشروعها في اليمن جزء من رؤية وأيدلوجية راسخة في عقيدة النظام، تهدف لتوسيع نفوذه والتأثير على القوى الفاعلة عربيًا وإقليميًا.