عواصم – البلاد
إيران دولة مارقة تهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين؛ خلاصة تقريرين منفصلين لصحيفة “نيويورك تايمز” ووكالة أنباء “أسوشيتد برس” الأمريكيتين، الأول كشف بناء إيران لترسانة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في العراق، مستغلة الفوضى الأمنية ونفوذ مليشياتها، والثاني أماط اللثام عن ضبط البحرية الأمريكية في بحر العرب لكمية كبيرة من أجزاء صواريخ إيرانية موجهة، كانت مرسلة إلى اليمن لحساب ميليشيات الحوثي الموالية للملالي.
تقرير “نيويورك تايمز” استند إلى معلومات لمسؤولين في الاستخبارات والجيش الأمريكيين، أفادت أن الصواريخ الإيرانية المخزنة في العراق يصل مداها إلى ما يزيد قليلًا عن 600 ميل، وتشكل تهديدًا للقوات الأمريكية ولشركاء واشنطن في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن إيران تستخدم الميليشيات الموالية لها في العراق لتحريك وإخفاء الصواريخ، حيث لهذه الميليشيات نفوذ واسع وسيطرة على الأرض، بما في ذلك طرق وجسور وبنية تحتية، مما يسهل من قدرة إيران على الحركة.
وقال مسؤولون عسكريون وفي أجهزة المخابرات الأمريكية ضمن التقرير، إن إيران تستهدف من صواريخها في العراق ارتكاب هجمات أو أعمال عدائية من خارج أراضيها ونفي المسؤولية عنها، كما حدث في حالات سابقة، من استهداف لناقلات ومنشآت نفطية ألقي باللوم فيها على إيران، لكنها نفت مسؤوليتها، مشيرين إلى أن طهران تخوض”حربًا ظلية”، تضرب دولًا في الشرق الأوسط ولكنها تخفي أصل هذه الهجمات، لتقليل فرصة إثارة رد فعل أو الدخول في حرب مباشرة.
وأكدوا أن الولايات المتحدة قلقة بشأن عدوان إيراني وشيك في المستقبل القريب، ما يتوافق مع تحذير”نقلته شبكة سي إن إن” لمسؤولين في المخابرات الأمريكية من تهديدات إيرانية جدية ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
ولفت تقرير “نيويورك تايمز” إلى أن إيران شهدت احتجاجات ضخمة وعنيفة مؤخرًا ضد نظام الحكم القمعي والفاسد، بينما التظاهرات مستمرة في العراق ضد الطبقة السياسية والتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية.
بينما تقرير”أسوشيتد برس” نقل تأكيد مسؤولون أمريكيون مصادرة بحرية بلادهم في بحر العرب لكمية كبيرة من أجزاء صواريخ إيرانية موجهة، كانت مرسلة إلى اليمن لحساب ميليشيات الحوثي الموالية للملالي.
وأضاف المسؤولون أن تلك هي المرة الأولى التي تصادر فيها أجزاء صواريخ متقدمة بهذا القدر وهي في طريقها إلى الحوثيين باليمن.
وكشفوا أن مدمرة الصواريخ الموجهة “فورست شيرمان” احتجزت قاربا وعثرت فيه على أجزاء الصواريخ الإيرانية، وتم نقل القارب إلى خفر السواحل اليمني، بينما حمولته من أجزاء الصواريخ في حيازة الولايات المتحدة.
وأشار تقرير “أسوشيتد برس” أنه خلال السنوات الأخيرة، ضبطت وصادرت سفن حربية أمريكية أسلحة إيرانية كانت متجهة على الأرجح للحوثيين، لكن الاختلاف هذه المرة يتمثل في طبيعة الأجزاء.
يذكر أنه بموجب قرار للأمم المتحدة، فإنه يحظر على طهران تقديم أو بيع أو نقل أسلحة خارج البلاد، ما لم تحصل على موافقة من مجلس الأمن، ويحظر قرار منفصل للأمم المتحدة بشأن اليمن تقديم أسلحة لميليشيا الحوثي الإرهابية.