جدة – مصباح معتوق
منذ سنوات، يعيش نادي الاتحاد ظروفاً صعبة وقاهرة، جعلته يترنح بين الحين والآخر، ومن موسم إلى موسم، وجماهيره العريضة العريقة تتذوق طعم الألم والقهر وملازمة الظروف غير الطبيعية، التي جعلتهم يعيشون أسوأ موسم في تاريخ النادي منذ تأسيسه، وهو الموسم الماضي عندما كان الفريق الأول مهدداً بالهبوط الى مصاف دوري الدرجة الأولى، لكن الحنكة الإدارية برئاسة لؤي ناظر والمحترفين الأجانب واللاعبين أنقذتهم من ذلك الواقع المرير، الذي سيكون “ذكرى سيئة” في تاريخ العميد.
في هذا الموسم، تم انتخاب مجلس إدارة جديد برئاسة أنمار الحائلي، الذي حاول في بداية الموسم أن يصلح الأمور السلبية، التي كانت في المواسم التي قبل الموسم الماضي، بدأ صحيحاً نوعاً ما وسط رضا عدد من الجماهير والمحبين والإعلام الموالي للعميد.
لكنه أخفق في منح الصلاحيات التامة والكاملة إلى المدير الفني التشيلي لويس سييرا، الذي تمت إقالته من منصبه بسبب التخبطات الفنية والعناد، الذي جعل وضع فريق الاتحاد في سلم الترتيب مخزيا للغاية، ولا يليق باسم العميد.
صداع القضايا
مع سلسلة من النتائج السلبية التي طاردت “النمور” خلال مشواره بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، استجابت إدارة الحائلي إلى مطالبات الجماهير، بتسريح المحترف التشيلي الفلسطيني “العجوز” لويس خيمينيز الذي فشل فشلاً ذريعاً، ولم يقدم أي مستوى ولا إضافة فنية بل كان عالة على الفريق، وكان الاتحاد يدخل كل مباراة ناقصاً لاعباً بسبب المحترف منتهي الصلاحية.
كما طارد الإدارة الاتحادية صداع المسلسل، الذي لا نهاية له كـ”البحر”، وهو القضايا الخارجية المتراكمة التي بدأت من رودريغيز، ثم سانغو، أعقبها “مزايا” التي تطالب بحقوقها المادية المتأخرة سابقاً، وحالياً يتداول أن لاعب الفريق السابق علي الزقعان، يستعد لرفع شكوى ضد العميد.
ومع سلسلة من القضايا المتراكمة، هرب المحترف الأرجنتيني “العجوز” الآخر، وهو فيكيو عن صفوف الفريق، وعاد إلى بلاده، بحجة أنه لم يستلم رواتبه ولا حتى سداد مدرسة ابنته، بالإضافة إلى سكنه وغيرها من الأمور التي ذكرها عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “انستغرام”، لكن الإدارة الاتحادية أصدرت بياناً توضيحياً على حديث فيكيو، مؤكدة أن ما ذكره غير صحيح، ولا يمت للحقيقة بأي صلة.
ولم تتوقف مشاكل نادي الاتحاد عند الأزمات المادية والقضايا المتراكمة، بل وصل الحال الى لاعبي الفريق الأول لكرة القدم، وتحديداً المحترف المغربي الدولي المدافع مروان داكوستا الذي قام بتأييد ما نشره زميله الهارب فيكيو، مما دعا إدارة النادي إلى اتخاذ قرار سري بتحويله إلى التدريبات الانفرادية، حتى تم عقد اجتماع معه، بحضوره وتواجد الرئيس الحائلي، وحل المشكلة ورجوع اللاعب للتدريبات الجماعية، ولكن جماهير مدرج الذهب طالبت الإدارة بالالتزام التام تجاه اللاعبين ومنحهم حقوقهم وعدم الحديث بوعود غير حقيقية على أرض الواقع، وفعلاً قامت إدارة الحائلي بصرف راتبين متأخرين لكافة اللاعبين، وفي انتظار الصرف لباقي العاملين داخل أروقة الأصفر والأسود.
إلى متى؟
السؤال الذي حير كافة الجماهير الرياضية بشكل عام والاتحاد على وجه التحديد، إلى متى وأزمات العميد تتكرر من موسم إلى آخر، بالرغم من سداد القيادة الرشيدة كافة الديون لكل الأندية بما فيها الاتحاد، لكنه الوحيد الذي سرعان ما تتراكم عليه الديون وتلاحقه القضايا في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” .. فمتى يعود الاتحاد من جديد؟