الدولية

قمة الناتو غدا.. أجواء توتر وملفات خلافية

البلاد – خاص

يبدو واضحا أن قمة حلف الناتو، التي ستنعقد غدا الثلاثاء لمدة يومين، في العاصمة البريطانية لندن، ستكون مثقلة بالعديد من الملفات الخلافية، نظرا للتوتر وتباين وجهات النظر بين ماكرون وترامب، وكلا الرئيسين على حدة وباقي أعضاء الحلف، والخلاف بين ماكرون وأردوغان، مما سينعكس على القضايا المهمة التي سيناقشها المجتمعون ومن أبرزها أنشطة الحلف بمجالي الدفاع والردع، والصعود الصيني، وجهود مكافحة الإرهاب وداعش، وملفات إيران ولبنان والعراق وإيران وكوريا الشمالية وأفغانستان.

الخلاف الأخير بين ماكرون وترامب، بدأ حين دعا الأول إلى تحويل الأولويات من التركيز على قوى كبرى، على غرار روسيا والصين، إلى مواجهة الإرهاب الذي اعتبره “العدو المشترك”، خاصة في أعقاب حادث الطعن الذي وقع على جسر لندن الجمعة الماضية، ولكن تصريحات أمريكية أفادت بأن ترامب سيؤكد في قمة الحلف أن الصين وروسيا لا تزالان بين أبرز التحديات التي يواجهها التكتل.

ويعبر الرئيس ترامب دائما عن عدم رضائه على المساهمة المالية غير المنصفة لأعضاء الحلف، حيث سبق وهدد في قمة الحلف العام الماضي، باحتمال انسحاب واشنطن من الحلف في حالة عدم زيادة الدول الأعضاء الأخرى لمعدلات إنفاقها العسكري، ورغم إعلان أعضاء الحلف الأوروبيين وكندا رفعهم لإنفاقهم الدفاعي، إلا أن مقدار الزيادة لا يلبي تطلعات ترامب.

ويأتي انعقاد القمة بعد تصريحات لماكرون وصف فيها حلف الناتو بأنه في حالة “موت إكلينيكي”، مما أثار انتقادات لاذعة من قبل العديد من القادة الأوروبيين وعلى رأسهم ميركل، التي عبرت عن أسفها لـ “الحكم غير المناسب”، بينما قال رئيس الوزراء البولندي، ماتوش مورافيتسكي، إنها تصريحات “غير مسؤولة”، وأكد سفير الولايات المتحدة لدى الناتو، كاي بيلي هوتشيسون، أن بلاده تختلف بشدة مع تقييم الرئيس الفرنسي.

كما تزايدت خلال الأيام الماضية، حدة التوتر بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي أردوغان ، بسبب انتقاد الأول للغزو العسكري التركي لشمال سوريا، الذي وصفه بأنه” يعرض للخطر أعمال التحالف الذي ينتمي إليه حلف شمال الأطلسي، والذي يحارب تنظيم داعش” الإرهابي. في ضوء المشهد السابق، يتوقع المراقبون أن تكون قمة الناتو الحالية مختلفة في أجوائها ومضامينها والتحديات التي تواجهها، مما يتطلب جهدًا إضافيًا من الدول الأعضاء للحفاظ على تماسك الحلف ووحدة مواقفه، في ضوء ما تشهده خارطة العالم من أحداث ساخنة في أماكن عديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *