البلاد – مها العواودة
دخل النظام السياسي في إسرائيل مرحلة حرجة مع فشل المرشح الثاني لتشكيل الحكومة الإسرائيلية بيني جاينتس رئيس كتلة (أزرق أبيض) أكبر كتل الكنيست الإسرائيلي في إحداث اختراق وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، وقد سبقه في هذا الفشل رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته ، بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود.
ويُرد فشل جاينتس في تشكيل الحكومة إلى تأليف نتنياهو كتلة مانعة تضم الأحزاب اليمينية المتطرفة في إسرائيل، وعدم موافقة زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) أفيجدور ليبرمان على الدخول في حكومة تضم الأحزاب اليمينية التي ترفض التجنيد للمتدينين اليهود (الحرديم)، وكذلك رفضه المشاركة في حكومة ضيقة تدعمها القائمة العربية المشتركة، وأمام هذا العجز أعاد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين التكليف للكنيست وهو أول حدث من نوعه منذ قيام دولة الاحتلال.
ويرى مراقبون ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن المشهد بات أمام خيارين: إما تشكيل حكومة ائتلافية بعد إجبار نتنياهو على الاستقالة عقب تهم الفساد التي وجهت له من خلال تكليف شخصية جديدة من (الليكود) أو كتلة (أزرق أبيض) بتشكيل الحكومة، أو الذهاب إلى انتخابات ثالثة ستجرى في أقل من عام في مارس القادم.
• عجز سياسي
يقول محمد سالم إن إسرائيل دخلت حالة من العجز السياسي، فلا أحد يستطيع حتى الآن تشكيل الحكومة ولا الموازنة أُقرت، ونتنياهو غارق في قضايا الفساد وبات لايعترف بأجهزة الدولة من شرطة وقضاء، بل ذهب في التشكيك بالشرطة وطالب التحقيق مع المحققين في قضيته الخاصة بالفساد المالي.
وأضاف أن الكنيست الإسرائيلي المكون من 120 عضوًا لايمكن لأية شخصية أو حزب تشكيل حكومة إلا إذا حظي بدعم 61 عضوًا، حيث تشكل الأحزاب اليمينية 55 مقعدًا، أما أحزاب الوسط واليسار بدون حزب أفيجدور ليبرمان تشكل 57 مقعدًا.
• خارطة معقدة
وقال د. ناصر اليافاوي إن الخارطة الحزبية الإسرائيلية أصبحت أكثر تعقيدًا وغموضًا، في الوقت الذي لم تثمر المفاوضات الماراثونية لنتنياهو وجانيتس عن تشكيل ائتلاف حكومي.
وأضاف أنه رغم حالة الغموض الحزبي، إلا أن التطورات على الساحة العسكرية الأمنية قد تعطي مخرجات مفاجئة في الأيام القادمة، من شأنها أن تحدد ملامح المرحلة القادمة لحكومة طوارئ لتجنب انتخابات ثالثة يكون فيها ليبرمان صانع الحكومة.
ورأى اليافاوي أنه من الممكن أن يقدم حزب (الليكود) تنازلات ويتراجع عن مواقفه وشروطه بأن يكون زعيمهم الأول في التناوب على رئاسة الوزراء، وذلك بدلًا من التوجه لانتخابات ثالثة.
• مصير نتنياهو
ويرى د. جمال أبو نحل أن عجز قادة وأحزاب الاحتلال الإسرائيلي عن تشكيل حكومة حتى الآن سيؤدي إلى التوجه لانتخابات ثالثة، مؤكدًا أن نتنياهو الغارق في الوحل سيلاقي مصير سلفه أولمرت بالسجن.
ووافق مازن أبو زيد رأي”أبو نحل” بأن الأحداث تتجه لانتخابات ثالثة للخروج من الأزمة، حتى لو طلب رئيس دولة الاحتلال من الكنيست تشكيل حكومة وحدة مصغرة، فإن مدة عملها ستكون قصيرة لمدة لا تتجاوز 9 أشهر ثم العودة من جديد للانتخابات.
وأكد أن اتهام نتنياهو بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة يعنى نهاية حياته السياسية والزج به في السجن، وقد يخوض حرب ضد غزة للتغطية على فضائحه، ليعود من جديد في صدارة المشهد السياسي الإسرائيلي.