المجتمع والفرد، يجمع بينهما علاقات تبادلية فيها الربح والخسارة لكليهما، الا ان التاثير المجتمعي اشد واقوى على الفرد منه عن المجتمع، وخصوصا عندما يضع المجتمع اولوياته وقيوده بناءً على الموروثات والعادات والتقاليد التي تعيق ابداع البشر من التقدم والتطور والمشاركة في الحياة العصرية.
المجتمعات تريد من الفرد ان يعيش داخل صندوق، وان يعمل كالطاحونة دون توقف، وان لا يمرض، وان يعمل أكثر مما يرتاح او يتسلي او يلعب، وان يلبس قناعا حتي لا تظهر علي وجهه ملامح او علامات الضجر والتافف من الضغوط النفسية.
واذا خرج الفرد من الصندوق وسأل او ناقش المجتمع عن النظم القائمة، الكل يقف ضده ويجبروه علي الدخول الي، صندوق العزل، مرة اخري؟ !
ولكن كيف السبيل الي الخروج من الصندوق،ومواجهة العوائق الاجتماعية والنفسية والتنظيمية؟.
هذا يتطلب ان نتحدى انفسنا يوميا، وان نتحلل من القيود والعوائق والاشارات الحمراء، وان نؤمن بان هناك في كل لحظة فرصة لبناء قصور في الهواء يمكن تحويلها الي الواقع، وذلك بالرغم من الفيضانات والزلازل والزوابع والاعاصير وفوران البراكين.
يا سادة هذا حال المجتمعات كلها، فنحن نعيش الان على مفترق طرق التغيير الاجتماعي، ويجب علينا اعادة صياغة الافكار والمفاهيم الاجتماعية التي توارثناها عبر الاجيال. حتى تتواكب مع متطلبات العصر والتي لا تتنافى مع صحيح الدين والعقيدة، حيث هناك في المجتمع من يخلط بين الثوابت والمتغيرات، بل يعطي المتغيرات اهمية ووزنا يجعلها امورا مقدسة غير قابلة للنقد او النقض او التتغيير.
وعودة الى مقدمة المقال، ارى بل ازعم ان التعليم هو مقصلة عوائق التفكير والتغيير والابداع والابتكار، التعليم يمنح قبلة الحياة للمجتمعات المعاصرة ويتيح لها استدامة التطور والتقدم في شتي مجالات الحياة، العصرية.
هذا وكلما زادت فرص التعليم والتعلم، كلما انعكست نتائجها علي تقدم المجتمع في شتي مناحي الحياة، وعندما نتحدث عن التعليم نقصد البيئة المحابية للتعليم من مدارس ومعاهد وجامعات ومنصات الفضاء التعليمي المفتوح وطرق ووسائط ومناهج ومعلمين اكفاء يتقنون ادوات العصر وممارسة اساليب التربية الحديثة.
واخيرا لا بد من الاشارة الي اهمية دراسة عوامل ارتباط التعليم بالتطور الاجتماعي، وهي المؤثرات الاقتصادية الناتجة عن القوي العاملة الفاعلة، والمهارات الانتاجية والقدرات الانسانية الابداعية، والمساهمات الفكرية الفردية في اثراء المجتمع.
يا سادة كي نعيش خارج الصندوق لا بد ان نجعل معنى للحياة.