جدة – البلاد
شهدت المصارف والبنوك المشاركة ومنافذها الإلكترونية والمحافظ الاستثمارية، حركة مالية عالية، وإقبالاً غير مسبوق على الاكتتاب في طرح أرامكو السعودية طوال الأسبوع الماضي ، ليدخل غدًا أسبوعه الثاني وسط استمرار كثافة معدلات الطلب العالية من الأفراد للأسهم . وتوقّع محللون ومتخصصون في الأسواق المالية تغطية اكتتاب أرامكو بعدة أضعاف السقف الأعلى لحصيلة الطرح المخصص للأفراد، لا سيما مع التسهيلات الائتمانية وإمكانية الاكتتاب إلكترونياً.
وفي وقت سابق، كشفت الرئيسة التنفيذية لمجموعة سامبا المالية رانيا نشار، أن اكتتاب “أرامكو” جمع 73 مليار ريال ، مشيرة إلى أن عدد المكتتبين الأفراد بلغ 1.8 مليون مكتتب، بلغت حصيلة اكتتابهم حتى اليوم الخامس أكثر من 14 مليار ريال بإجمالي الأسهم التي اكتتبوا فيها أكثر من 456 مليون سهم.
أما عن شريحة المؤسسات، فأشارت نشار إلى أن المؤسسات اكتتبت بنحو 58 مليار ريال في طرح أرامكو، وبلغ إجمالي الأسهم أكثر من 1,824 مليار سهم.
وبهذ الطرح الأضخم عالميا تصبح سوق الأسهم السعودية ضمن أكبر البورصات في العالم، حيث منح إدراج أسهم شركة أرامكو في السوق، قيمة عالية لشركة “تداول” باعتبار القيمة السوقية لشركة أرامكو التي تقدر بين 1.6 تريليون دولار و1.71 تريليون دولار ، وفقا للنطاق السعري للسهم “بين 30 و32 ريالا”، إضافة إلى 506.3 مليار دولار “1.9 تريليون ريال” القيمة السوقية للأسهم السعودية المدرجة حسب إغلاق 20 نوفمبر الجاري. ويبلغ عدد أسهم “أرامكو” 200 مليار سهم، ومن خلال هذا الطرح ستكون البورصة السعودية حينها هي البورصة الوحيدة في الشرق الأوسط والعالم العربي، التي تتجاوز قيمتها السوقية تريليون دولار.
وأعلنت أرامكو الأحد الماضي تحديد النطاق السعري للطرح الأوليّ وبداية فترة بناء سجل الأوامر لشريحة المؤسسات المكتتبة وشريحة المكتتبين الأفراد لشراء حصة 3 مليارات سهم، فيما سيكون الإعلان الرسمي عن سعر الطرح للأسهم المكتتب بها في الخامس من ديسمبر المقبل، إذ تم تحديد النطاق السعري للطرح بين 30 ريالاً إلى 32 ريالاً للسهم الواحد.
وسيكون حجم الطرح 1.5% حجماً أساسياً من إجمالي أسهم الشركة، وفي حال كان سعر الطرح النهائي أقل من 32 ريالاً سعودياً ، يكون للمكتتبين الأفراد، فيما يخص الفرق بين قيمة الحد الأعلى للنطاق السعري وسعر الطرح النهائي، الخيار بين الحصول على الفائض النقدي عن طريق رد قيمته للمُكتتب الفرد، أو إمكانية تخصيص أسهم إضافية للمُكتتب الفرد.
القدرة والسيولة
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن “جمع مايعادل نحو 8.5 مليار دولار من شراء الأفراد لنحو مليار سهم لا يشكل تحدياً في السوق المالية السعودية التي تبلغ تفوق قيمتها السوقية نصف تريليون دولار، أمَّا على مستوى المؤسسات فإن وجود هذا العدد الكبير من البنوك والمجموعات المالية المتعهدة يعزز التغطية في وقت قياسي ، خاصة في ظل القوة المالية الضخمة للمصارف السعودية التي سجلت مستوى قياسيا جديدا في حجم ودائع الأفراد والشركات ، لتبلغ 1.669 تريليون ريال بنهاية مايو من العام الجاري، محققة نموا على أساس سنوي بنسبة 4.76 %
ويتم الإعلان تباعا عن معدلات الاكتتاب تأكيدا للسفافية التي تحرص عليها شركة أرامكو السعودية بدرجة كبيرة في بياناتها واستثماراتها ، خاصة وأنها لا ترتبط فقط بإنتاج النفط الخام إنما تتمتع باستراتيجية استثمارية واسعة وطموحة في القيمة المضافة من خلال شراء حصص في شركات بتروكيماويات والتوسع في تحقيق عوائد تشغيلية واستثمارية في سلسلة القيمة المضافة، التي تشكل تجاوباً مع أي ظرف اقتصادي، وستظل مستمرة في تحقيق الأرباح وفق هذه الاستراتيجية؛ لذا سيكون السهم جاذباً على المديين القريب والمتوسط”. وكانت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني قد أكدت أن الإدراج الجزئي لشركة أرامكو السعودية في “تداول” أمر إيجابي لصناعة إدارة الأصول في البلاد وتحفيزها على النمو ، وذكرت فانيسا روبرت نائبة الرئيس وكبيرة مسؤولي الائتمان في موديز” أن الإدراج الذي يعد الأضخم في العالم، “سيحسّن السيولة ويزيد من حجم التداول في سوق الأسهم السعودية ، فيما قالت وكالة “ستاندرد آند بورز” للتصنيف الائتماني، إنّ الأموال التي تجمعها الشركة من الاكتتاب ييتم استخدامها لدعم مشروعات النمو الطويلة الأمد في المملكة.