البلاد – بيروت
أثبتت دروس التاريخ ومجريات الأحداث الخطيرة ، أن سيناريوهات هدم الدول تبدأ بضرب الكتل الصلبة وفي مقدمتها الجيوش وأجهزة الأمن، لإحداث فراغ تستطيع من خلاله القوى المعادية أو المليشيات أو الجماعات المنظمة فرض السيطرة، وهذا ما بدأ حزب الله اللبناني الموالي لإيران في تنفيذه مؤخرًا بمشاركة بعض حلفائه.
فور نجاح متظاهري لبنان في منع وصول نواب حزب الله وشركائه “أصحاب الأغلبية البرلمانية” من الوصول للبرلمان، الذي كان سيناقش إقرار مشروع قانون العفو العام، المعتبر مشبوهًا ومعيبًا من قبل الحراك وكثير من الجهات السياسية والقضائية والحقوقية، يوم الثلاثاء الماضي، بدأ الحزب الموالي لإيران وبعض شركائه حملة إعلامية مسمومة على وسائل الإعلام التقليدية والسوشيال ميديا، تستهدف الجيش اللبناني وقوات الأمن بزعم حمايتهم المتظاهرين وعدم التدخل لتمكين النواب من الدخول عنوة للبرلمان.
وبالطبع حملة إرهاب الحزب الموالي لإيران لاستهداف الجيش اللبناني وقوى الأمن، هي في حقيقتها دعوة للعنف والصدام بين الجيش والأمن من جهة، والمتظاهرين السلميين ، لفائدة المستفيد الأول الذي يملك ميليشياته الخاصة المدعوم عسكريًا وماليًا من ملالي طهران، والذي سبق وتعدى على المتظاهرين أكثر من مرة وحرق خيامهم في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة اللبنانية بيروت،
حيث بذلت ميليشيات “حزب الله” وبمشاركة حركة أمل أحيانًا محاولات عديدة لاقتحام وتفريق التظاهرات، وعمل الجيش والأمن على التصدي للاعتداءات واعتقال المعتدين وحماية المتظاهرين، كما اعتدت عناصر من تلك الميليشيا على وسائل الإعلام في ساحات الاعتصام، مما تسبب في وقوع مصابين في خضم تلك المواجهات.
ولم يتأخر رد قائد الجيش اللبناني، العماد جوزاف عون، على الانتقادات بشكل غير مباشر وإن كان مفهومًا لكل من يربط العبارات بالأحداث والتوقيت ، وأشاد بأداء العسكريين في التعامل مع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عنه القول للعسكريين، بمناسبة العيد الـ76 للاستقلال، والذي يصادف الـ 22 من نوفمبر: في ظل هذه الظروف الدقيقة.. قمتم بواجبكم بكل شرف وتضحية ووفاء، وأثبتم للقاصي والداني أن المؤسسة العسكرية هي مظلة جامعة لكل أبناء الوطن، مهما اختلفت توجهاتهم أو وجهات نظرهم ، وتزداد مسؤوليتنا وتتضاعف، في ظل تحديات كثيرة نعيشها سواء في محيطنا الجغرافي أو في مجتمعنا الداخلي، ما يتطلب منا مزيدا من اليقظة والحكمة والجهوزية لمواجهة هذه التحديات.
ويأتي إرهاب الحزب الموالي لإيران في ظل تواصل الحراك اللبناني، الذي شهد حضورًا طلابيًا كبيرًا خاصة أمام وزارة التعليم، فيما تتواصل أزمة تشكيل الحكومة الجديدة في ظل إصرار الحزب وحركة أمل وتيار الرئيس ميشال عون على تأليف حكومة مختلطة تجمع سياسيين واختصاصيين.