الرياض ـ البلاد
توّج النحات السعودي علي الطخيس عمره الفني الذي جاوز الـ 40 عاماً بتصميم ونحت حجر الأساس لـ”بوابة الدرعية”، حيث سيعلن الحجر ذو الأسطح الخمسة مساء غدٍ مشروع الحلم لعاصمة الدولة السعودية الأولى و”جوهرة المملكة” .. وستظل تلك اللبنات شاهدة على العصر، وسيبقى “جلاّد الصخر” متقلداً شرف المناسبة مدى الدهر.
ومنذ اختيار الفنان “الطخيس” لشرف تصميم ونحت حجر الأساس لمشروع تطوير بوابة الدرعية عكف على اختزال العقود الأربعة بين الشجر والحجر لمواكبة الحدث الأهم الذي يرتبط به الشعب السعودي وجدانياً حيث الجغرافيا والتاريخ والنواة للمملكة العربية السعودية، ليبدع في “منحوته”.
وجرى استخراج مكونات المنحوت من أرض الدرعية وهو حجر أصفر نقي خال من المسامات والتصدعات، ودرجاته اللونية متقاربة من بعضها، وعناصره متشابهة، وبعد عمل شاق وممتع خرج العمل على هيئة طوبة مستطيلة صغيرة لها 5 أسطح يحمل الوجه الخارجي لها رموزا للدرعية، وكُتب بشكل طولي “جوهرة المملكة”، وتتوزع على اللبنة 6 مثلثات ترمز لحروف شعبية قديمة.
ويؤمن “الطخيس” المتخصص في نحت الصخور أن هذه المهنة القاسية هي “أم الفنون” ؛ فهي تمر بمراحل صعبة بالبحث عن التضاريس المناسبة للفكرة ثم الحذف والكشط والتفريغ وقولبة “المنحوته” وسط تركيز شديد وصبر طويل لأن الخطأ مكلف ولا “مهر” له. وفضلاً عن صعوبة التعامل مع نحت الصخر؛
إلا أن النحات اختار المسار “التجريدي” وكما هو معروف أن هذا النوع يعتمد في الأداء على أشكال ونماذج مجردة تنأى عن مشابهة المشخصات والمرئيات في صورتها الطبيعية والواقعية، ويتميز بقدرة الفنان على رسم الشكل الذي يتخيله سواء من الواقع أو الخيال في شكل جديد تماماً قد يتشابه أو لا يتشابه مع الشكل الأصلي للرسم النهائي مع البعد عن الأشكال الهندسية.
وميزة هذه الهواية التي تعلّمها على يد مؤسس فن النحت في المملكة عبدالله العبداللطيف -رحمه الله- أنها غير مباشرة وتضع المتلقي أمام تحديات حول فهم هوية المنحوتة، وكل مشاهد له الحق في التحليل والاستنتاج.
وحالة الانبهار هذه هي “مربط الفرس” كما يقول العرب. وفي الوقت الذي عزف أبناء الفنان علي الطخيس عن وراثة فن النحت من والدهم ومواصلة مشواره المزدحم بالإنجازات ؛ إلا أنه يرى من أدواته “الصاروخ” وقرص “الدايموند” والإزميل والمطرقة أبناء برره يقضي بينهم جلّ وقته في تطويع الصخر لإشباع هوايته أولاً وإبهار الناس ثانياً ، وأيضاً تمثيل المملكة في المعارض قارياً ودولياً.