للثقافة والعلوم والفنون دور عظيم القيمة والأثر في حياة الأمم، باعتبارها أولا حاملة للروح الحضارية للهوية ومعبرة عنها وجسرا للتواصل مع العالم، وبقدر عافية نبضها تكون القدرة على التفاعل الإيجابي، دون هاجس الذوبان أو مخاوف الانصهار أمام طوفان عولمة شاملة متسارعة، اختزلت مقاييس الزمن وحدود الجغرافيا، ولم يعد التحدي قائما أو كامنا في القدرة على صد ما كان يُعرف بالغزو الثقافي، إنما بالحراك الإبداعي وقوة التأثير والتأثر الذي يثري النموذج الإنساني بين ثقافات الشعوب.
إنها القوة الناعمة التي باتت أكثر حضورا وأعمق تأثيرا وإقناعا ، باعتبارها لغة القواسم الحضارية المشتركة التي يستوعب العالم من خلالها مورورث الشعوب التاريخي ومنظومته من القيم التربوية والفكر الإنساني، والإبداع الثقافي الذي يثري المسيرة البشرية الحضارية التي تقوم عليها دوليا “اليونسكو” ومثيلاتيها الإسلامية والعربية.
على كافة هذه الأصعدة وباهتمام جلي من القيادة الحكيمة، تتميز المملكة العربية السعودية بموروث حضاري عظيم، وتقدم نموذجا للتواصل وترسيخ قيم الحوار العالمي، وتؤكده من خلال دعم هذه المؤسسات ورحابة فضاءات الإبداع السعودي وإسهاماته.
وفي كلمة المملكة التي ألقاها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة بالمؤتمر العام لليونسكو” في باريس، عناوين وتفاصيل الحقائق المضيئة عن جهود المملكة وخطواتها الهادفة لتقوية جسور التفاهم والتفاعل بين شعوب العالم، والتأكيد على تعزيز الثقافة في مجتمعاتنا مع تغذيتها بالقيم الإنسانية عبر منظومة أكثر تطورا وانفتاحا، وفي هذا يتجسد سمو الأهداف وانسانية المقاصد بتقوية النسيج الاجتماعي وفتح أبواب السلام الأهم بين الأمم لحاضر البشرية ومستقبلها.