تعد المملكة من أوائل الدول اهتماماً بالحوار بين اتباع الأديان والثقافات والحضارات إيماناً منها بضرورة التعايش السلمي وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والتحلي بمكارم الأخلاق ونبذ كافة أشكال الغلو والتطرف والإرهاب والإساءة إلى الأديان والمقدسات فكانت مبادرتها لتأسيس مركز عالمي للحوار لقطع الطريق على كل من يستغل الدين والسياسة لتهديد السلم والأمن الدوليين.
لقد نكب العالم بمنظمات إرهابية عاثت في الأرض فساداً، إلى جانب دول حاضنة وممولة ومحرضة لهذه العناصر وكانت المملكة من بين الدول التي تعرضت لجرائمهم الآثمة واستطاعت بحكمة قيادتها وصلابة مواقف شعبها الوفي اتقاء شرورهم وتعقب فلولهم وتجفيف منابع تمويلهم والاسهام بقوة مع الدول المحبة للسلام للقضاء على الإرهاب الذي لا دين ولا وطن ولا جنس له وتعرية الأنظمة الداعمة له واتخاذ الإجراءات الكفيلة بردعها ومحاسبتها.
وفي هذا العصر الذي تسيطر فيه وسائل التواصل الاجتماعي على المشهد العالمي وحتى لا تتسع الهوة بين دعاة الحوار وواقع العنف المدمر الذي يجتاح كثيراً من المناطق فلا مناص من تكثيف الجهود والعمل الدؤوب على كافة المستويات على النطاق الدولي لمواجهة التحديات وترسيخ مبادئ التعايش السلمي والعناية بالشباب وتعقب العناصر الإجرامية وإقصاء مثيري الفتن والطائفية والكراهية والتطرف واستغلال التقنية والمنابر العالمية في تعزيز التواصل لمعالجة هذه الآفات .
لقد أكدت المملكة في القمة العالمية لزعماء الأديان المنعقدة في باكو حرصها من خلال مركزها العالمي للحوار على تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات في بناء السلام وترسيخ العيش المشترك وبناء الجسور خاصة مع المنظمات الدولية بهدف تحقيق نتائج إيجابية نظراً لما تمتلكه القيادات الدينية وصانعو السياسات من أدوات وموارد مختلفة لمساندة تلك الجهود.