البلاد – مها العواودة
يشكل انتفاض الشعب العربي الأحوازي المحتل في وجه نظام الملالي الإرهابي إرهاصات ثورة لكنس المحتل الإيراني، واتساع لأزمة طهران ونفوذها المهدد بخسارة الجغرافيا، ولم تكن هذه الثورة الأولى في الأراضي الأحوازية، بل سبقها عدة ثورات على اغتيال الوطن، أخمدت إيران جذوتها بالمشانق لتواصل التهام المزيد من خيرات الأرض العربية الأحوازية.
يؤكد الإعلامي حامد الكناني، أن ما يحدث في الأحواز ليس عمليات احتجاجية عابرة للمطالبة بحقوق ومطالب خدمية ورفاهية، بل المشاهد والشعارات تؤكد أن الأحوازيين يطالبون طهران وبشكل معلن برحيل القوات الإيرانية والمستعمرين الفرس من موطنهم التاريخي.
وأشار إلى أن الغضب الشعبي في الأحواز متراكم ضد سياسات الدولة الإيرانية العنصرية الجائرة، ومثل هذا الغضب الشعبي تشهده مناطق أخرى من الخارطة الإيرانية باستمرار
16 ثورة
وقال الكاتب الأحوازي محمد العامر: إن ثورة بلاده ستمضي قدما للخلاص من براثن الاحتلال الفارسي البغيض الذي نهب خيرات وثروات الأحواز العربية مهما كلفت من ثمن.
ولفت أن الأحواز المحتلة شهدت أكثر من 16 ثورة منذ احتلالها هدفها طرد المحتل الغاصب، إلا أن تلك الثورات سرعان ماتخبو، فلم تحظ بدعم إعلامي عربي ودولي؛ كون النظام الايراني يتعمد إغلاق كل النوافذ التي من شأنها أن تنقل أخبار تلك الثورات، لكن الظروف اليوم بفضل التقنية الحديثة قد تغيرت وأصبح من السهل على كل أحوازي أن يعبر عن معاناته ويوصل صوته للعالم، معتبرًا ذلك حافزا قويا لدعم ثورة الأحواز وشبابها لمواصلة كفاحهم ونضالهم المشروع.
ويرى المحلل السياسي أمجد طه، أن الغضب الشعبي لم يصل إلى مرحلة انتفاضة عارمة في جميع أنحاء مملكة الأحواز، خاصة وأن المنتفضين هم من المناطق الشمالية القريبة من حادث اغتيال الشاعر الأحوازي الشاب حسن الحيدري، داعيًا إلى دور عربي فاعل وداعم للغضب الأحوازي ضد الاحتلال الإيراني؛ سواء عبر وسائل الإعلام أو من خلال المناهج التربوية التي تدرس في مدارس الدول العربية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى اندلاع عدة ثورات في الأحواز، ولكن مشانق وإعدامات إيران للمنتفضين تحول دون استمرارها، إضافة إلى الدعم العربي الخجول، وعدم اكتراث المنظمات الحقوقية الدولية بما يجري في الأحواز، مؤكدًا استشهاد أكثر من مليون أحوازي على يد الإرهاب الإيراني.
العراق ولبنان
وأكد الكاتب والمحلل السياسي المصري علاء السعيد، أن ثورة الأحواز كانت ومازالت مستمرة ولم تخمد وتيرتها بل تزيد يومًا بعد يوم وتزامنا مع ثورة العراق ولبنان على أساس دعم ومد يد العون للثوار في ساحات البلدين المنتفضين.
وأضاف أن الإعدامات والاعتقالات في الأحواز لن ترهب المنتفضين، بل ستزيدهم قوة وإصرارا لتحقيق هدفهم وهو تحرير أرضهم من المحتل بالتزامن مع انتفاض العراق ولبنان.
من جهته، أكد المحلل السياسي الأحوازي غازي بن فلاحية، أن ثورة الأحواز هي حلقة من التاريخ الطويل في ترجمة الرفض الشعبي لوجود المحتل الفارسي، وأنه لا يوجد حدث يخيف المحتل في جغرافيته المزعومة بقدر ما يخيفه الشارع الأحوازي، لأنه يرى في ذلك أن أبناء الأمة العربية تقوم بمقارعته و في المساحة التي ترزح تحت احتلاله، وهذا بمثابة الهاجس الذي كان و مازال يراود كل أركان النظام و أروقته الأمنية .
وأضاف أنه نظرًا للأزمات المستعصية والمتصاعدة التي يعيشها النظام في طهران على الصعيد الداخلي الهش والمتهالك وصولا إلى الضغوط الدولية، وتزايد نتائج العقوبات في كافة المجالات، فإن أي حراك في الداخل الأحوازي يمثل ضربة قاسية تستهدف هيبته المتردية، مؤكدا أن الدعم العربي لانتفاضة الأحواز سيكون بمثابة وقود استمرارها للخلاص من المحتل.
انتفاضة مستمرة
وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العمبرة: إن مايحدث في الأحواز هو استمرار لانتفاضة، قد تخبو أحياناً، ولكنها تعود لتشتعل أكثر من قبل بسبب القمع الإيراني الدموي، مشيرًا إلى أن قضية الأحواز لابد أن تأخذ حجمها الطبيعي أمام العالم ، فالأحوازيون يعانون كما العرب في فلسطين، وربما أكبر من ناحية التهميش والقمع والقتل .