لبنان – البلاد
تسبب مقتل المتظاهر اللبناني الذي شيع جثمانه أمس الخميس، وتصريحات الرئيس عون عن النية لتشكيل حكومة تكنوسياسية، في توجيه بوصلة الحراك صوب القصر الرئاسي في بعبدا، فيما نشرت وسائل إعلامية مكالمة هاتفية لزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، مع مواطن ادعى أنه من الجنوب اللبناني” معقل حزب الله الموالي لإيران”، دعا فيها جنبلاط إلى وقف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لوقف تهديداته الأسبوعية للحراك الشعبي، مؤكدًا عدم مسؤوليته عن قطع الطرق وتعطيل حركة السير.
وتواصلت الاحتجاجات الشعبية اللبنانية، أمس لليوم الـ 29 على التوالي، حيث أقدم المحتجون على قطع الطرق الرئيسية في مختلف المناطق اللبنانية ما أدخل البلاد في شلل تام، وشملت الطرق المقطوعة محاور مرورية مهمة في مدينة طرابلس شمالًا ومدينة صيدا والبقاع ومداخل بيروت الجنوبية، وقطع المتظاهرون السير عند محلة العدلية باتجاه سامي الصلح وتقاطع الصيفي باتجاه الوسط التجاري، ومناطق أخرى، مستخدمين مكبات النفايات والإطارات المشتعلة والسيارات لإقفال الطرق، وقد فتح الجيش اللبناني الطرق في جبل الديب، التي شهدت في وقت سابق إطلاق من عناصر موالية لتيار الرئيس عون على المتظاهرين، كما واصل الجيش محاولاته لفتح طرق أخرى، فيما توجهت أعداد من المحتجين للتظاهر والاعتصام قرب القصر الرئاسي في بعبدا.
وتضاربت التسريبات حول مضمون المشاورات السياسية الجارية ومواقف الأطراف المختلفة، حيث أشارت مصادر إلى موافقة سعد الحريري رئيس الحكومة المستقيلة على تسمية رئيس حكومة تكنوسياسية، وأن هناك 6 اسماء تجري نقاشات لاختيار إحداها، بينما تؤكد مصادر أخرى أن الحريري غير متحمس لتشكيل الحكومة الجديدة وغير متجاوب مع حكومة التكنوسياسية، وأنه يريدها حكومة اختصاصيين فقط، إلا أن جميع المصادر اتفقت على إعاقة حزب الله وبضغوط شديدة على الرئيس عون لخيار الحراك بتاليف حكومة من التكنوقراط. واستمرت المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات بالإقفال بسبب الأوضاع الراهنة،
وأيضًا المصارف بعد إعلان اتحاد موظفي المصارف أن إضراب الموظفين مستمر بغض النظر عن التطورات الحاصلة في البلد، وأن الاضراب مفتوح الى حين توصل جمعية المصارف بالتعاون مع السلطات الى توفير الظروف الامنية المناسبة.