العائلة هي الكيان العظيم الذي مهما كبر حجمه أو صغر يظل الأمان والدفء، مثل الشجرة التي ترمي بظلها على من يقف تحتها فتحميهم من أشعة الشمس، العائلة هي الإناء الذي يستقي منه الشخص فتنبت شخصيته وتستوي. هي القيمة العظيمة التي يمتلكها الكثير ولكن القليل من يصونها ويحافظ عليها.
أجمل اللحظات هي تلك التي نقضيها وسط الأهل ففيها الشعور بالحنان والأمان.
وجود الأهل في حياتنا نعمة من نعم الله لا يدرك أهميتها إلا من افتقدها وذاق مرارة الحرمان.
لذلك لابد من التواصل معهم بزيارتهم وإهدائهم ، والسؤال عنهم، وتفقد أحوالهم، والتصدق على فقيرهم، والتلطف مع غنيهم، واحترام كبيرهم، واستضافتهم وحسن استقبالهم، ومشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أحزانهم، والدعاء لهم، وإجابة دعوتهم، وعيادة مرضاهم.
وأهم شيء سلامة الصدر نحوهم، فلا نحقد ولا نَغير ولا نتمنى زوال النعمة منهم لأن هذا أمر خطير .
ولكن من المؤسف أن بعض الناس نجدهم يرفضون هذه النعمة ولا يشكرون الله عليها، ومنهم من يعترض على وجود العائلة في حياته لاعتقاده أنهم يتحكمون فيه ويكبحون رغباته ويحبطون آماله. وتراه يعمل على محاولة التخلص من وجودهم في حياته.
هؤلاء لا يدركون معنى الوالد الذي ينصح والأخ الذي يساند والأم التي تحنو وتحتوي إلى أن تتخبطهم قسوة الحياة.
وهناك من تجبرهم الحياة على العيش بدون عائلة بدون أهل وأقارب . يتمنون أن يدخلوا تحت مظلة عائلة تحتويهم ولكن اقدارهم حرمتهم فما أصعب هذه الحياة على النفس مهما كانت سهولتها.
ومن الذين عانوا من هذا الفقدان الممثل الشاب هيثم أحمد زكي الذي توفى وحيدا في منزله. لقد تأثرت عندما تناقلت وسائل الإعلام خبر وفاته ومسيرة حياته؛
شعرت بحزن شديد لأنه فقد أمه وهو طفل ثم فقد جده وجدته وخاله وبعدها انتقل للعيش مع والده وعاصر مراحل مرضه حتى وفاته ثم بقى وحيداَ.
برغم الشهرة والعمل والأصحاب والزملاء في وسطه الفني الذي ينوء بالكثير ظل وحيداَ منطوياَ على نفسه لإنه بدون عائلة. أسأل الله أن يغفر له ويتغمده برحمته.
ويديم علينا نعمة الأهل ولا يحرمنا منها.