ترفع وزارة التعليم نصاب المعلمين فوق المعدل المتعارف عليه ويتم اجبار المعلمين من قبل الاداريين ومكاتب التعليم على قبول اعداد كبيرة من الطلاب تتجاوز النصاب العالي، حتى أصبح عدد الطلاب يفوق قدرة المعلم على اداء واجبه بل يخفض قدرة الاستيعاب لدى الطلاب الأمر المؤدي لضغوط نفسية لأطراف العملية التعليمية وهو ما يؤدي في نهاية الامر للانفجار عن طريق المشاجرات والشحن النفسي والعبوس الذي يعلو الوجوه.
فيزيائيا الاحتكاك يولد الشرر، فعندما تتكدس الاجساد في مكان لا يستوعب الاعداد فمن الطبيعي جدا ان يحدث الاحتكاك لا اراديا فينجم عن ذلك شجار، عنف، والجميع يعلم ان المسألة غير متعمدة.
المعادلة بسيطة جدا احتكاك الطلاب فيما بينهم نتيجة زيادة الاعداد بحكم عدم القدرة على الضبط مهما كانت كفاءة المعلم الذي لن يجد الوقت الكافي لتجويد المخرجات التعليمية لطلابه واخضاعهم لبرامج الضبط فيما يسهل عملية التعليم بشكل عام امر يؤدي لضعف المخرجات التعليمية مثلما يؤدي للحد من مظاهر السلوك السيئة التي يمكن اكتسابها او تبادلها وسط زحام الاجساد.
إذا أردنا الحد من العنف بين صفوف الطلاب فلنقف على السبب، ولو نظرنا للسبب سنجد ان الكثافة الطلابية في الفصل الواحد والمدرسة على العموم مسئولة عن الضجر والاحتكاك والعنف الذي بلغ مرحلة القتل.
هذا ما ينادي به المعلمون دائما وابدا مؤكدين بانه لا يصح جمع اعداد كبيرة في مكان واحد في حين ان الاخرين يرددون (المعلمون شكاؤون بكاؤون) الان المجتمع بأكمله يبكي ويشكي من حالات العنف في المدارس والله المستعان.