أي عمل تلفزيوني يعتبر عملا معقدا وحساسا مقارنة بوسائل الاتصال الأخرى حيث يتطلب تكاملا وتفاعلا بين مختلف العاملين ابتداء من المعدين والمصورين والمهندسين والفنيين ومروراَ بالمقدمين للمادة ويكمل هذه التحضيرات مخرج يشرف على كل ذلك لتصل المادة عبر الشاشة الصغيرة إلى المتلقي.
وبسبب سهولة التلقي وعدم الاحتياج لبذل مجهود في استقبال الرسالة الإعلامية نجد التلفزيون يتصدر وسائط الاتصال كما أنه لا يجعل المشاهد يبذل أقل مجهود للوصول إلى ما يريده.
فجميع القنوات في المتناول وهي متنوعة وتلبي كافة الاهتمامات.
إن ما يضع التلفزيون بهذه المكانة والافضلية هو سهولة استخدامه وتمكن جميع الناس من استخدامه بخلاف التقنيات الاخرى التي تتطلب مهارات و خبرات قد لا تتوفر للجميع.
من الأعمال التلفزيونية المهمة البرامج التي تناقش قضايا المجتمع.
هذه البرامج لابد من الاهتمام بإعدادها واختيار مقدمها بعناية فائقة فنجاحه في مناقشة القضية عامل مساعد لمعالجتها والتنويه عنها ووضع الحلول الصحيحة لها والعكس صحيح فالإعلامي الفطن يدير دفة الحوار باحترافية، والمفترض أنه بارع يجيد الدور ويحاول جاهداً أن يبرز الجوانب المشرقة والجذابة من شخصيته، وذلك لكسب إعجاب أكبر عدد من المشاهدين والتأثير عليهم تأثيراً نفسياً بالغاً، على مستوى الوعي واللاوعي.
ولعل ما دفعني لكتابة هذا الموضوع إعلامية ومقدمة لبرنامج يعرض على قناة من أهم القنوات العربية شكل هذه المقدمة جديد على ساحة الإعلام المرئي برنامجها يحضره جمهور متفاعل وضيوف. تناقش في البرنامج قضايا اجتماعية.
كنت قد شاهدت جزءا من حلقة ناقشت فيه ضيفا بتعال وتقليل من شأنه ومكانته العلمية فقلت ربما هذا ضيف يستاهل ويستحق مافعلته نظرا لجهلي به.
ولكن في حلقة اخرى استغربت الأسلوب العجيب الذي كانت تواسي فيه شابا من الجمهور يشتكي من مرض ربو وضغط دم.
السيدة مقدمة البرنامج كانت تخفف عن الشاب الذي دمعت عيناه بأن يحمد ربه لأن غيره ماعنده بيت!! وأن هناك غيره من المرضى بأمراض أخطر من مرضه!!
يا للعجب وكأنها لا تعلم أن أي مرض مهما صغر فهو عظيم.
ما هذه المواساة التي تزيد من العبء بدل تخفيفه؟؟
والسؤال المهم الآن هل مثل هذا البرنامج يعتبر برنامجا اجتماعيا يناقش قضية يستحق تفاعل المشاهدين له، أم أنه برنامج يتصيد فيه المشاهد أخطاء مقدمته.
مهم جدا أن يدرك ألإعلامي الصحيح أهمية وقفته أمام شاشة التلفزيون في برنامج يشاهده العموم وينتقي ويتخير الفاظه وعباراته وانفعالاته ويعلم أنه ليس شاشة جواله يقول فيها مايريد بالشكل الذي يريد وإذا علق عليه أحد قال لا تتابعني مو غصب.
خلاصة القول ياجماعة.. من حقك أن تظهر على الشاشة في أي برنامج ليراك الملايين ولكن من حقنا أن تحترم عقول المشاهدين.