يعود الحكم المواطن للتحكيم في دورينا، وكأس ملكنا، ولست هنا لأخوض في نظريات المؤامرة التي تمس التحكيم السعودي، لكني أتساءل.. ما الذي يدفع الحكام لتقديم ما هو أفضل؟ هل هو الدافع المادي؟ بالطبع لا.. فمقارنة بالمبلغ الزهيد الذي يتقاضونه نظير كل المجهود الذي يبذلونه (فكرياً، و نفسياً، وجسدياً) تجد أن الأمر غير مبرر، أم هو المستقبل المهني؟
أيضاً لا ، لأن هذه ليست مهنتهم الثابتة، أم مقابل السعادة الداخلية التي يحسها الحكم مقابل تحكيمه لهذه المباريات؟ وهذا مستبعد.. فالحكم معرض للطعن في شخصه تارة، والتشكيك في ذمته، والاستخفاف به تارة أخرى، فما بين مسؤولي الأندية، والإعلاميين، والجماهير.. أصبح الحكم الشماعة التي تعلق عليها الأسباب من قبل الجميع كتسلية وتبرير لأي إخفاق ، بعد كل ذلك ماهي العوامل المحفزة لأي إنسان طبيعي لممارسة هذه المهنة؟
كل ما ذكرته سابقاً ليس تبريراً للحكام ، ولكن لن تكتمل الصورة بدون وضع لائحة قوية للحد من التجاوزات تجاه الحكام، والتي تعدت حدود إبداء الملاحظات إلى الطعن، والجهر بعدم الخوف من أي عقوبة، أو رادع، فربما لو وجد الحكم من يدافع عنه بقوة، وحزم لانعكس ذلك على أدائه بالإيجابية ، ولكن في الوقت نفسه، من يطرحون التساؤلات عن مستوى التحكيم، لابد أن تقابل تساؤلاتهم بردود منطقية لا بالتصاريح المنمقة.
بعد آخر:
معضلة التحكيم عالمية .. تقنية الفيديو لم تلغ الجدل كليا، ولم تلغ الأفكار التآمرية.. فما هو الحل؟