وانا اتبضع بعض متطلباتي من بقالة كبيرة في الصين سمعت صوتا أنثويا رقيقا يناديني باسمي ، كان حديثها همسا يتغلغل في اذني تتحدث الانجليزية بلكنة اسيوية ، نظرت حولي ابحث عمن يتحدث إلي ، ولم اجد احدا ، وعاد الصوت يتحدث إلي مرة اخرى ، واخذ يشرح عن مكونات كريم للوجه تدخل في تركيبته مادة الكولاجين ، وكان الصوت يأتيني من الجهة اليمني ، فنظرت ووجدت رفَّين معلقين على اسطوانة دائرية ، بطول وارتفاع الانسان ، وفي اعلى الاسطوانة عدسات اضاءة ومكبر للصوت وميكرفون ، وكان هذا هو مصدر الصوت ، انه روبوت يمثل ( موظف مبيعات) يلف ويدور في البقالة ليعرض ويشرح بضاعته للزبائن والعملاء بديلا عن البشر. !!
وعلي بعد امتار في الشارع الذي امام البقالة كان هناك روبوت آخر يتجول على الرصيف ويوزع منشورات دعائية عن منتج اخر.
ألم أقل لكم إنهم قادمون وبقوة ، إنه عصر الروبوتات !
القضية يا سادة ليست فيما شاهدت ، بل هي فيما ستؤول اليه الامور من تأثير على مقدرات القوى العاملة وحجم البطالة التي ستنتج عن هجوم جيوش الروبوتات على اسواق العمل في جميع انحاء العالم ، سنراها منتشرة في كل مكان تؤدي آلاف الملايين من الوظائف. وسيصبح ما نراه ليس خيالا علميا ، بل هو واقع ، ومع تطور الذكاء الاصطناعي سيكون استيلاء الروبوتات علي الوظائف اشد ضراوة.
بعض الدراسات تشير الى ان 40 % من الوظائف الحالية يمكن أتمتها او تقوم الروبوتات بأدائها الآن وليس غدا !! وهناك ايضا دراسات اخرى اكثر تفاؤلا تقول انه امامنا عشرون عاما قادمة حتى يحين موعد الصراع مع الروبوتات.
ولكنني ازعم ان الصراع القادم هو صراع مع التكنولوجيا المعززة بالذكاء الاصطناعي وليس مع الروبوتات فحسب ، حيث التكنولوجيا ستفرض نفسها علي حياة البشر في السلم والحرب ، بل ستقوم باتخاذ القرارات المصيرية دون اعتبار للبشر او للحاجات الانسانية كما نراها اليوم.
هذا وسأسوق اليكم بعض مسميات الوظائف التي ستختفي تماما او تتحول بحلول 2030 كما وردت في العديد من الدراسات المتخصصة.
•• وظائف الصرافين في البنوك والمحلات التجارية.
•• وظائف سائقي التكاسي.
•• وظائف عمال بيع المأكولات السريعة.
•• بعض وظائف خطوط الانتاج المتكررة في بعض المصانع.
•• موظفي وكالات السفر والسياحة ، والقائمة تطول.
عزيزي القارئ ، من قراءاتي لم اجد اجابة شافية وقاطعة ، فهناك من هو متفائل ويقول ان متطلبات التطور والتقدم التكنولوجي ستفرز طلبا لمهارات جديدة مختلفة عن الحالية ، وآخرون يشككون في ان هذا الطلب سيحل كل مشاكل البطالة الناتجة عن تحول سوق العمل الي الاستعانة بالروبوتات والتكنولوجيا.
اليوم سأترك لكم الباب مفتوحا كي نخوض معا في وضع الحلول وكيفية الاستعداد للتحديات التي ستواجهنا في اسواق العمل بحلول 2030 في مملكتنا الحبيبة والعالم العربي.