بيروت، بغداد – وكالات
“من بغداد إلى بيروت.. ثورة واحدة ما بتموت”.. هتاف انطلق من لبنان أمس (الأحد)، مزلزلاً الأرض تحت أقدام نظام الملالي وأذرعه في البلدين، وجعل فرائض مليشيات “حزب الله” و”الحشد الشعبي” ترتعد خوفاً من النهاية الوشيكة لأيادي إيران في لبنان والعراق، إذ لم تعد سياستهما في البلدين تؤتي أكلها، وعرف الناس الفساد والإجرام الكبيرين لطهران وأذرعها، ما دعا المتظاهرين للخروج لللشارع لطرد الخبث الإيراني من الأراضي اللبنانية والعراقية في ثورة الوعي ضد الظلم والفساد والقهر.
في المدن اللبنانية انطلقت أمس، أضخم “سلسلة بشرية”، في اليوم الحادي عشر للتظاهرات، تدعو لـ”ربط الساحات” من الشمال إلى الجنوب تحت شعار “إيد بيد” على امتداد الساحل اللبناني من الشمال إلى الجنوب،
تعبيراً عن وحدة الشعب ونبد الطائفية ووحدة مطالبه، في وجه السلطة السياسية التي يصفونها بالفاسدة، وسط استمرار قطع عدد من الطرقات الرئيسية، وفقاً للوكالة الوطنية للأنباء، إذ توافد الجميع للمشاركة بالسلسلة البشرية التي نظمها ناشطون في الحراك المدن، إذ حددت 5 نقاط تجمع في المتن والضبيه، انطلياس، جل الديب، الجديدة والدورة.
ودعت مجموعة “لحقي” المشاركة في الحراك اللبناني، إلى الاتحاد بوجه ما سمته “سياسات التفرقة التي تتبعها السلطة، من خلال ربط الساحات بأصواتنا ومطالبنا وإصرارنا ووحدتنا”، على الرغم من إطلاق أعيرة نارية في الهواء، خلال مناوشات للجيش مع محتجين بمدينة طرابلس، أصيب فيها خمسة جنود وعدداً من المدنيين بجروح،
فيما أعلن الجيش أن قياداته وقيادات قوات الأمن اجتمعت “لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد في ضوء استمرار التظاهرات وقطع الطرق. كما بحثوا إجراءات تسهيل حرية تنقل المواطنين على الطرق الحيوية، وحفظ أمن المتظاهرين وسلامتهم”.، فيما تستمر المصارف والمدارس وشركات كثيرة في إغلاق أبوابها بسبب الأحداث.
في السياق ذاته، شهدت ساحة التحرير وسط بغداد تجمع مئات المحتجين، أمس، لإسقاد النظام والتدخلات الإيرانية السافرة في شؤون العراق، بينما استخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرات.
وبعد ليلة دامية أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، أنه نشر قوات في شوارع العاصمة بغداد بأوامر من رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، لحماية المنشآت السيادية. وأضاف الجهاز في بيان “بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة وبأمر رئيس جهاز مكافحة الإرهاب قوات من جهاز مكافحة الإرهاب تنتشر في بعض مناطق بغداد لحماية المنشآت السيادية والحيوية من أن تعبث بها عناصر غير منضبطة مستغلة انشغال القوات الأمنية في حماية التظاهرات والمتظاهرين”.
وأكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة أن 90% من المصابين في التظاهرات غادروا المستشفيات بعد تلقي العلاج، و10% إصاباتهم خفيفة، فيما ظل مئات المحتجين العراقيين في ساحة التحرير بوسط العاصمة بغداد رغم الحملة الأمنية، حيث أقام شبان حواجز على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة بالمدينة لتفصلهم عن قوات الأمن التي واصلت إلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع باتجاههم.
وتأتي تلك الخطوة بعد أعمال العنف ليل السبت، ما أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا في صفوف المتظاهرين، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى أكثر من 67، فيما أعلنت الشرطة ومصادر في وزارة الصحة العراقية أن سبعة محتجين على الأقل قتلوا، وأصيب 38 في مدينة الحلة العراقية فجر الأحد بعد أن فتح أعضاء من منظمة بدر المدعومة من إيران النار على المحتجين. وفي بغداد، أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق المحتجين بميدان التحرير. وذكرت مصادر أمنية وطبية أن أربعة أشخاص قتلوا بعدما أصيبوا بقنابل الغاز في رؤوسهم مباشرة، بينما أصيب آخرون.