البلاد – مها العواودة
فيما تواصل الغضب الشعبي في العراق ولبنان على حد سواء رفضا للفساد والتدخلات الإيرانية التي أوصلت البلدين إلى جرف هار، وبدأ الحراكان ضد الظلم والاستبداد، أكد محللون ومراقبون لـ”البلاد” أن ما يجري في ساحات الأرز وبلاد الرافدين يؤسس لوعي وطني ديمقراطي شعبي لكنه يحتاج إلى قيادات جديدة، وأن الانتفاض بدأ يشكل خطراً حقيقياً على المشروع الإيراني تدركه إيران جيداً لذلك أوعزت إلى أذرعها ومخابراتها لتشويه الثورات.
وقال الكاتب والمحلل السياسي حمادة الفراعنة، إن ما يُعاني منه اللبنانيون والعراقيون، شيء واحد، وإن اختلفت التفاصيل قليلاً، وأن الشعب اللبناني سيواصل إنجازاته التراكمية ليشكل نموذجاً يُحتذى به لأشقائه العرب في البسالة والوضوح والفرح وتمازج التعددية وتماسك شعبه من أجل نظام جديد يقوم على الديمقراطية والتعددية التكاملية التي تصون لكل اللبنانيين حقوقهم في إطار الدولة المدنية الحضارية. وأضاف “محاولات حزب الله وحركة أمل والتيار الحر تحاول التأثير على مسار الاحتجاجات وإضعاف وحدة الشارع لكن اللبنانيون قادرون على مواجهتهم والانتصار عليهم”.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي ناصر اليافاوي، أن وحدة الرؤية بين الاحتجاجات الغاضبة في لبنان والعراق ليس الهدف وراءه هو فساد السلطة فحسب، ولكن هناك أسباب حقيقة تكمن خلف تلك الاحتجاجات وهي الانتفاض ضد نفوذ إيران السافر في البلدين، مبيناً أن المشهد في العراق أكثر قسوة في القمع والقتل لشباب عاشوا زيف الشعارات والأكاذيب والأفكار المضللة، وتمدد النفوذ الإيراني، ومخالبه الممثلة في الميليشيات الإيرانية في لبنان والعراق، لذلك جاءت الثورتين ضد التعديات الإيرانية، وسينتصر الشعبين رغم محالاوت شيطنة التظاهرات.
في السياق ذاته، قال المحلل السياسي والإعلامي اللبناني طارق أبوزينب: “بغداد ترد التحية إلى بيروت بانتفاضة حرة في وجه إيران وأذرعها”، مؤكداً أن تدخلات إيران في البلدين أصاب الشعبين بالجوع والفقر، وأضاف “الثورتان في لبنان والعراق بينهما وشائج ارتباط قومي وروحي وثقافي لن يلغيها أصحاب السبابات المهددة بالويل والثبور”.