كلام خارج سياق الحالة في لبنان.. وإسقاطات تكشف اختصار الرسائل الموجهة من مرجعيات، كان قد فتح حسن نصر الله أذنيه على مفردات عباراتها من إيران قبل أن يخرج على منبر حزبه لرمي الحجارة على المتظاهرين في مختلف المدن والقرى اللبنانية، وذلك بعد أن مهد لتلك الإسقاطات في خطاب الأمس بإرسال مجموعات من أعوانه إلى الميادين والاشتباك معهم. ليعود إلى مطالبتهم بما أسماه بالتهدئة!!
لكن كيف كانت محاور وكيل ايران في لبنان؟
لقد حدد وهدد. وتوعد اللبنانيين في حال سقطت الحكومة التي من تحتها تهتز ميادين المتظاهرين، وذلك لأنه جزء من هذه المنظومة. بل هو أبو المصائب التي جلبت للبنان الخزي والعار لفترة طويلة؛ حيث إن أصوات الاحتجاج المستمر منذ 9 أيام تضع حزب الله في مقدمة من تدعو الجماهير الغاضبة إلى رحيلهم ضمن جوقة عناصر الفساد.
ولأن نصر الله كان مؤسس كل مشاكل لبنان التي اتهم عناصر فيها بالتواصل مع السفارات. وذلك في الوقت الذي يشكل هو مجموعة سفارات إيران في لبنان والعالم.
بل وتعلم أن لا يكون سفيراً لإيران في بيروت والضاحية بقدر ما أصبح يمثلها في خطوط العرض والطول على الخارطة السياسية والجغرافية في عالم يواجه نظام ملالي طهران منذ العالم 1979م.
خطاب نصر الله باختصار أو بالإضافة إلى ما تقدم، كان يعني مقدمة لما سوف يقوم بتنفيذه في حال سقوط حكومة بيروت التي لو حصل ذلك فإنه سوف ينتهي حزباً وشخصاً ومرجعية إيرانية. حيث إنه سوف يتم العمل من الداخل على إعادة صياغة لبنان وقطع يد نظام طهران من بلد عربي هام، يتحكم فيه حزب على شكل دولة ذات نزق وجرائم حرب وشراكة انعكست على عروبة لبنان أرضاً وإنساناً. وفرزت الكثير من الإرهاصات التي اجتاحت أمن واستقرار لبنان.
وفي نفس الخطاب، حذر زعيم حزب الفتنة من الضاحية اللبنانية من فراغ حكومي قادم مشيراً إلى أن ذلك سوف يفرض مرحلة من التغيير. وهذا يعني أنه عازم على التمهيد والاستعداد للسيطرة على لبنان، وذلك بحجة الفراغ. وهذا يفتح الباب إلى حالة أكثر خطورة للنفوذ الإيراني الموجود أصلاً.. و”أفرسة” بلد عربي كان يواجه ذلك النفوذ في أجزاء من بلده، ثم يجد أن تعميم الخارطة الإيرانية في تضاريسه قد أصبح واقعاً يكرس ما هو أسوأ.
لكن هل يفتح رئيس حزب النكبة أبواب الصراعات الحزبية.
– هذا صحيح وذلك حتى وإن دافع بشكل أو بآخر عن حل مجلس النواب. الذي يرأسه نبيه بري في محاولة لكسب ود المذهبية وليس على أساس من الوعي بالأبعاد ومخاطر المرحلة. ولكنه يؤمن أن التجديف في التحول نحو العنف لن ينجيه قبل أن يحتمي بمن وصفه بأنه هو من يحكم لبنان، في إشارة إلى علي خامئني، الذي كان قد وصفه بأنه ولي فقيه لبنان الحالي والقادم.
هنا يمكن القول: إن اللبنانيين قد أدركوا كل المحاور التي تحدث عنها زعيم حزب، دفعوا من أجله الكثير من الأوجاع. ولن يتركوا له تكملة بقايا العبث في خارطة وطن أنهكته المذهبية والفساد وخطاب إيراني يتمسك بإيجاد دولة داخل دولة، يراهن على تكملة رسم خارطتها.