واشنطن- إسطنبول – وكالات
فيما حذرت مجلة أمريكية الرئيس دونالد ترمب من الوثوق في نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدة أن تركيا ليست حليفة لأمريكا ولا يمكن الوثوق بها، قالت منظمة العفو الدولية في تقرير نُشر أمس (الجمعة): إن تركيا ترسل قسراً لاجئين سوريين إلى منطقة سورية بالقرب من الحدود حيث تهدف إلى إقامة “منطقة آمنة” رغم أن الصراع هناك لم ينته بعد.
وساقت مجلة “ناشيونال إنترست” العديد من الأدلة على دعمها للإرهاب، أبرزها الدعم الضخم المقدم “داعش” وتهريب الأسلحة لجماعة “بوكو حرام” عبر الخطوط التركية ودعم القاعدة في مالي ومساعدة إيران على التهرب من العقوبات الدولية.
وقالت المجلة الأمريكية، في تقريرها: إن “ربما كانت تركيا ذات يوم حليفاً وشريكاً مهماً، ولكن إذا اعتقد المبعوث الأمريكي جيفري ومؤيدو استراتيجية ترمب أن تركيا حليفة فإن هذه الكلمة بكل بساطة ليس لها معنى على الإطلاق”. وفي الحقيقة، تقول تركيا إنها تتصرف للدفاع عن نفسها من الإرهاب، لكن ما يقوله المسؤولون الأتراك لنظرائهم الأميركيين شيء، وما يقولونه للمتطرفين الإقليميين شيء آخر.
ويضيف التقرير “لقد كان السبب الوحيد الذي جعل الولايات المتحدة تتحالف مع الأكراد السوريين في المقام الأول هو وجود أدلة دامغة على أن تركيا كانت أكثر سلبية في مكافحة الإرهاب، بل كانت داعمة لتنظيم داعش. لقد أظهرت رسائل “ويكيليكس” أن بيرات البيرك صهر أردوغان كان وزير الطاقة في ذلك الوقت قد بذل جهودًا قوية للتجارة النفطية مع داعش”.
وتثير أعمال تركيا السابقة في سوريا مخاوف جدية بشأن التزامها بالسلامة الإقليمية لجارتها. ففي 20 يناير 2018، دخلت القوات التركية منطقة عفرين شمال غرب سوريا، وكانت من المفترض أن تكافح الإرهاب بدلاً من ذلك أجبروا عشرات الآلاف من الأكراد والمسيحيين على الفرار.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقريرها: إن اللاجئين الذين تحدثت إليهم اشتكوا من تهديدهم أو إجبارهم من قبل الشرطة التركية على التوقيع على وثائق تفيد بأنهم سيعودون بمحض إرادتهم إلى سوريا.
وأضافت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها: “في الواقع، تعرض تركيا حياة اللاجئين السوريين لخطر شديد بإجبارهم على العودة إلى منطقة حرب”. وبين التقرير أن المُرحلين يتم إبلاغهم عموما بأنهم إما غير مسجلين أو يعيشون خارج المنطقة المُسجلين فيها، مضيفا أن أشخاصا رُحلوا أيضا من مناطق تم تسجيلهم فيها.
وتستضيف تركيا حاليا نحو 3.6 مليون لاجئ فروا من الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ ثماني سنوات. ولكن مع تنامي الاستياء العام تجاههم بمرور الوقت تأمل أنقرة في إعادة توطين ما يصل إلى مليوني شخص في المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال شرق سوريا.
إلى ذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن نحو 300 من أفراد الشرطة العسكرية الروسية وصلوا إلى سوريا، بحسب ما نقلت وكالة “إنترفاكس”، من إقليم الشيشان بجنوب روسيا.
وأكدت الوكالة، أن الشرطة العسكرية ستقوم بمهام حراسة في مناطق معينة وستساعد في عملية انسحاب المقاتلين الأكراد وأسلحتهم إلى ما يبعد بثلاثين كيلومترا عن الحدود السورية التركية.
وفي تحول مفاجئ، أعلن مسؤول رفيع في البنتاغون عن خطط أمريكية لإرسال فرق قتالية وعشرات الدبابات من نوع “أبرامز” الأمريكية إلى سوريا من أجل الحفاظ على حقول النفط في سوريا بعيدة عن “داعش” والأسد وإيران وروسيا، وذلك بحسب معلومات حصرية حصلت عليها مجلة “نيوزويك” الأمريكية.
وذكرت المجلة في تقريرها أن الولايات المتحدة وضعت خطة لإرسال قوات ودبابات قتالية لحراسة حقول النفط الشرقية في سوريا بعد انسحابها من شمال البلاد.
وصرح مسؤول رفيع في البنتاغون للمجلة، أن الولايات المتحدة تسعى إلى نشر نصف كتيبة قتالية من أحد الألوية المدرعة بالجيش تضم ما يصل إلى أكثر من 30 دبابة من طراز “أبرامز”، إلى جانب مئات الجنود إلى شرق سوريا، حيث توجد حقول نفط مربحة تحت سيطرة القوات الكردية المشاركة في القتال بقيادة الولايات المتحدة ضد “داعش”.