روما – نيويورك – وكالات
أكدت المملكة حرصها على تقديم العمل الإنساني بكل شفافية ودون تحيز في مناطق اليمن كافة، رغم كل ما يواجهه هذا العمل من تحديات وصعوبات تتمثل في انتهاكات الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، خلال الندوة التي نظمها المركز في العاصمة الإيطالية روما، بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين بعنوان “الجهود السعودية الإنسانية في اليمن.. تحديات وحلول” بمشاركة وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمني عبد الرقيب فتح، ونائب وزير حقوق الإنسان باليمن الدكتور سمير الشيباني، ورئيسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشيوخ الإيطالي ستيفانيا كراكسي، وكبير موظفي برنامج الأغذية العالمي السيد ريحان أسد،
وحضرها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سطام بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا، وعدد من القادة السياسيين وأعضاء البرلمان الإيطالي، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في روما، ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأممية الإنسانية. وأوضح د. الربيعة خلال عرض مرئي أن إجمالي المساعدات السعودية المقدمة لليمن منذ مايو 2015 م بلغت 16 مليار دولار أمريكي، منها مليارين و 394 مليون و 628 ألف دولار قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة من خلال 371 مشروعًا إنسانيًا متنوعًا بالتعاون مع 80 شريكًا دوليًا وإقليميا ومحليًا، معتمدة على معايير الإنسانية وعدم التحيز والتقيد بالقانون الدولي الإنساني.
وبين أن المملكة استجابت لنداء منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف بمبلغ 66.7 مليون دولار لمكافحة تفشي وباء الكوليرا في اليمن، متناولاً بعض المشاريع النوعية للمركز في اليمن مثل المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام)، ومراكز الأطراف الصناعية، ومشروع إعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم ميليشيا الحوثي وزجت بهم في أتون الصراع المسلح.
وأشار الدكتور الربيعة إلى الانتهاكات الحوثية للعمل الإنساني في اليمن التي تجاوزت كل الحدود وتعددت ما بين استخدام أسلحة مضادة للطائرات وسط الأحياء والمواقع المدنية، وزرع الألغام في المناطق اليمنية، والتجنيد القسري للأطفال، وحجز سفن المساعدات والقوافل الإنسانية والاستيلاء عليها وبيع المساعدات أو تخصيصها لأغراض عسكرية، وترهيب العاملين في الحقل الإنساني، فضلاً عن قصف المستشفيات و المدارس ومخيمات اللاجئين وغيرها من المنشآت المدنية، مما أدى لوقوع وفيات وإصابات في صفوف المدنيين وخسائر جسيمة في الممتلكات وتأخير وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها أو منعها.
جرائم زرع الألغام
وفي نيويورك دعت المملكة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك لإجبار الميليشيات الحوثية على وقف زراعة الألغام (مصائد الموت) التي تتسبب في سقوط عشرات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح، واتخاذ تدابير عاجلة للتصدي لمخزونات الأسلحة الحوثية ونزع سلاح هذه الميليشيا الإرهابية.
جاء ذلك خلال كلمة المملكة أمام لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) في الجلسة المنعقدة حول البند 47 (الأعمال المتعلقة بالألغام) التي ألقاها عضو وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السكرتير ثاني فيصل بن سعيد البيشي.
وأفاد البيشي أن مشروع مسام تمكن حتى يومنا هذا من إزالة أكثر من مئة ألف لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، وبالرغم من فداحة هذا الرقم إلا أن فرق مسام تطمح لتحقيق معدلات أفضل أثناء المرحلة المقبلة، نظراً لإيمانها الراسخ بقيمة رسالتها الإنسانية التي تهدف من خلالها إلى التغلب على المآسي الناجمة عن انتشار الألغام وإنقاذ حياة المدنيين.