اجتاحت اللبنانيين موجة رعب، مُعلناً غضبهُ ولعنتهُ على حرب دقت طبولها مُنذ أن بدأ نصر الله تابعاً لطهران، تستفز شهامة أرض الفيروز، بانتفاضة جمعت الغاضبين من كل الطوائف والمناطق، جراء أسواً إعلان لأمين عام “حزب الله” بأنه سيرد من لبنان على استهداف إسرائيل مقاتليه في سوريا، منذ قصة 25 أغسطس الأخير على اعتبار أن بشار الأسد هو قائد المعركة في سوريا، ونصر الله قائدها في لبنان، في ظل تسليم أركان السلطة للأخير بما يُريد ويُقرر، حارقاً قلب وطنه الغريب عن شعبه ليعجز عن الخروج من أنفاق بركانه المُرعب وغير المسبوق بضخامته وسعة انتشاره، لتضع السُلطة في اختبار أثبت عجزها وفاشلها لفساد طال أمده على هذا المستوى أيضاً، فيما تكفّل فريق رئيس الجمهورية في إشعال حرائق طائفية وأخلاقية بالبلاد.
وما كاد مطر السماء يطفئ الحرائق حتى أوقدها مجلس الوزراء بأخطر منه، تبعها بمصائب طالت في ما طالت البشر والشجر بعد فرض ضرائب جديدة، لتنتفض انتفاضة فاقت كل التوقعات وتخطت كل النظريات الجاهزة التي لم تهتم بالشعب اللبناني الذي راح يحسب الكُلفة المالية والاقتصادية المهولة للحرب الممكنة، وتأثيراتها الكارثية على الأوضاع المأزومة جدًا، ليتدافع السائحون لمغادرتها في مشاهد “مثيرة” بمطار الحريري، وعجز أجهزته عن توفير خدمة لائقة. ولم تستطع السلطة التي وقفت إلى جانب “حزب الله” ب”تدبيج” مقالات وبث معلومات زائفة، أن تضع حدًا لمُواجهة شائعات لائحة المصارف التي فرضت عليها واشنطن عقوبات شبيهة بتلك التي استهدفت “جمال ترست بنك” وتصفيته، ووضعه على “لائحة أوفاك”، التي ألهبت أزمة الدولار وأصبح عملة نادرة، أدت لارتفاع الأسعار وإضرابات بالقطاعات الحيوية، بسبب “حزب الله” وحروبه التي باتت تتبع، وبصورة علنية غير مسبوقة، التقويم الإيراني، كل ذلك أنتج حالة هستيريا جماعية رفعت من مستوى الرُعب للبنانيين على مُستقبلهم.
كما أن جواب الحريري عن سؤال يتمحور حول دور “حزب الله” في لبنان، معلناً أن “شريكه الحكومي” مشكلة إقليمية وليست لبنانية، حداها وصف وزير الخارجية الأميركي “بومبيو”، لبنان بالدولة العميلة لإيران.
وقفة: انتفاضة لن يكون لبنان بعدها كما كان قبلها، فالطُرق الدولية مُغلقة، والعلاقات العربية ساءت أمورها، بسبب التعدي على الحريات الخاصة والعامة، وتدخلات إيران بالمنطقة عبر وكلائها، وبسبب اتساع رقعة الفقر واحتقار الذكاء والاستخفاف بالبشر والشجر، وكل ذلك على رائحة النفايات والمجارير.