المحليات

نجاح “العمليات” يتوقف على المريض .. وتكتم على المخاطر

جدة – فاطمة محمد

تسطع في الذاكرة عمليات تكميم المعدة والتي اصبحت رائجة في هذه الأيام ، فيما دعا اطباء الى ضرورة تقنين الاعلانات العشوائية حول عمليات تكميم المعدة ، وفيما كشف استشاري الجراحة العامة وجراحة السمنة أن 25% من نجاح عمليات تكميم المعدة يتوقف على المريض، فالطبيب بدوره ليس إلا مرشداً ومستشاراً، ودور المريض هو تطبيق التعليمات والالتزام بها،

وقال الدكتور نضال عمرو إن عمليات التكميم رغم أن هذه التقنية الحديثة فعالة وبسيطة ومعتمدة بشكل كبير من قبل الأطباء والجراحين، إلا أنها تخفي وراء بساطتها بعض المضاعفات الجانبية نادرة الحدوث. وفي الوقت نفسة فإن وزارة الصحة لم ترد على تساؤلات ” البلاد ” حول عدد حالات الوفيات بسبب عمليات تكميم المعدة.

وتحكي مريم أحمد، قصة قريبتها التي أجرت عملية تكميم خارج المملكة، مشيرةً إلى أنها فقدت بعضا من علاقاتها السابقة حتى لا يُكتشف أمرها، حتى أن شخصيتها تغيرت مع بعض الأقارب ونادراً مانراها في المناسبات.

المتابعة مطلوبة
من جهته طالب استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي الدكتور خالد النمر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أنه لابد من اختيار الطاقم الطبي المؤهل لإجراء ومتابعة عمليات التكميم، مشيراً إلى أنه لابد من استشارة الأطباء في وزارة الصحة قبل الاقدام على تلك العملية.


خطأ طبي
وتروي المواطنة سارة الفهد عن قصة فتاة اجرت عملية تكميم وفور عودتها إلى المنزل، مرضت الأمر الذي جعلها تجري فحوصات مرة أخرى ليكتشف الأطباء بأن معدتها “قُلبت”.

ويتساءل استشاري أطفال وطب طوارئ أطفال الدكتور مرزوق عواد العازمي في طريقة الاعلانات التي تروجها المستشفيات، إذ أنه ليس ضد وسائل انقاص الوزن المختلفة.

ليست حلا جذريا
وتؤكد اخصائية واستشارية في الفلسفة والمكملات الغذائية الدكتورة رويدا ادريس دائما ما اجد خوف المصابين بالسمنة المفرطة من عمليات التكميم رغم أن السمنة اشد خطراً على الصحة من التكميم.

وقالت ادريس: “وعمليات التكميم حل مبدئي للتخلص من السمنة، ولكنها ليست حلا جذريا ولكل شيء فوائد ومضار، ولكن يمكن تجنب المضار اذا اتبعنا تعليمات الطبيب المعالج وأخصائي التغذية والرياضة، لأن المفتاح الحقيقي بعد التكميم هو تغيير أسلوب الحياة العشوائية لحياة صحية وعمل تحاليل دورية للتأكد من نسبة الفيتامينات والاملاح المعدنية في الجسم. فالخطورة بعد التكميم تكون في العودة لنظام الحياة العشوائي مما يؤدي لعودة الوزن المفقود ونقص في الفيتامينات والأملاح المعدنية مما يسبب تدهور الحالة الصحية”.

التوازن النفسي
ومن وجهة النظر النفسية تقول استشاري الطب النفسي وخبيرة الأمم المتحدة الدكتورة منى الصواف: تهدف عمليات التكميم إلى تحقيق التوازن النفسي لدى المريض المصاب بالسمنة المفرطة خاصة وان الكثير من المرضى قد يفقد ثقته بنفسه وينعزل اجتماعيا وقد تنتج السمنة عن بعض الاضطرابات النفسية مثل مرض الاكتئاب غير التقليدي والذي يتمثل في شراهة الأكل مع النوم الكثير والشعور بالاكتئاب أو قد تنتج زيادة الوزن من اضطرابات الأكل مثل الشره العصابي أو ما يعرف ( بوليميا)

وأضافت الصواف: وهناك في بعض الحالات ينتج زيادة الوزن من ارتفاع القلق والتوتر ويميل الشخص إلى تناول الأطعمة الدسمة خاصة الحلويات ،وهنا يجب تقييم حالة المريض المصاب بالسمنة من الناحية النفسية قبل القيام بالجراحة

ومن الأمور الجيدة النتائج الإيجابية لمثل هذه العمليات إذا تم الالتزام بالتوصيات الطبية حيث نجد المريض اكثر ثقة في نفسه وتفاعلا مع مجتمعه مما يساعده على التخلص من الكثير من الضغوط النفسية السلبية

الفحوصات المخبرية
من جهته أكد استشاري الجراحة العامة وجراحة السمنة الدكتور نضال عمرو ، أنه يتم اجراء الفحوصات المخبرية والاجراءات الطبية قبل العملية، إذ يخضع المريض لمجموعة من الفحوصات والاجراءات للاطمئنان على وضعه الصحي واجراء العملية بأمان وأخذ الاحتياطات اللازمة في حال وجود أي مشكلة وتختلف الفحوصات من مريض لآخر كل حسب حالته،

وقال: ” يحتاج كل من الطبيب الجراح وطبيب التخدير إلى هذه الفحوصات لتقييم الوضع الصحي للمريض للاطمئنان على وظائف اعضاء الجسم كاملة وعدم اصابته بأمراض الضغط والقلب والشرايين والسكر وغيرها الكثير، ويحتاج بعض المرضى احياناً إلى فحوصات إضافية لتقييم الحالة، مع ملاحظة أن أن الحالة يحتاج احيانا إلى السيطرة على بعض المشاكل الصحية قبل المباشرة بإجراء العملية مثل تنظيم هرمون الغدة الدرقية وارتفاع ضغط الدم والسكر.

وأضاف عمرو: إن 25% من نجاح العملية يتوقف على المريض، فالطبيب بدوره ليس إلا مرشداً ومستشاراً، ودور المريض هو تطبيق التعليمات والالتزام بها والتواصل الدوري مع الطبيب. حيث أن الطبيب يقيم حالته ومدى تحسنها ويساعده في التأقلم مع حياته الجديدة بعد العملية.


المضاعفات الجانبية
وعن المضاعفات يقول عمرو: رغم أن هذه التقنية الحديثة فعالة وبسيطة ومعتمدة بشكل كبير من قبل الأطباء والجراحين، إلا أنها تخفي وراء بساطتها بعض المضاعفات الجانبية نادرة الحدوث والتي يعلمك بها طبيبك قبل المباشرة بإجراء العملية من باب العلم وأخذ الحيطة والحذر والانتباه، حيث أنها إن حصلت لاسمح الله يمكن علاجها، وهذه المضاعفات هي: التسريب بعد التكميم، النزيف ، وتجلطات الساقين.

ويوضح عمرو أن عملية التكميم هي أكثر جراحات السمنة أماناً، فمضاعفاتها وآثارها الجانبية المذكورة أعلاه قليلة ونادرة الحدوث ويسهل السيطرة عليها إن حصلت وتم اكتشافها في حالات مبكرة، فقد أكدت الكثير من الدراسات التي أجريت مؤخراً أمانها وفعاليتها في انقاص الوزن بشكل ممتاز وتتفاوت نسبة حدوث المضاعفات وفقاً للعديد من العوامل منها: الوزن والعمر والتاريخ المرضي وغير ذلك.وأشار عمرو إلى أن هذه العمليات لا تلائم المرضى الذين يعانون من ارتجاع الحمض المعدي إلى المرئ.

يذكر أن (البلاد تنتظر الرد من وزارة الصحة من تاريخ 25 سبتمبر الماضي حول عدد الحالات الوفاة بسبب عمليات التكميم، والاجراءات التي ستتخذها ضد الأخطاء الطبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *