عواصم – وكالات، القاهرة – عمر رأفت
كلما تعمق أردوغان في جرائمه، تكشفت فضائحه واحدة تلو الأخرى، آخرها ما كشف عنه برلماني تركي معارض، مبيناً أن الرئيس التركي رضخ لمطلب واشنطن الأسبوع الماضي ووافق على اتفاق وقف إطلاق النار بعد تلقيه تهديداً بإعادة قضية “بنك خلق” مع تجميد ثروته وعائلته، ما دفعه إلى الشعور بالذعر، ووقف العملية العسكرية فوراً.
وقال البرلماني عن “حزب الشعب الجمهوري” التركي المعارض عن مدينة إسطنبول، أيكوت أردوغدو، إن تركيا والولايات المتحدة أبرمتا اتفاقية وقف عملية “نبع السلام” لمدة 120 ساعة بعد تهديد واشنطن بالتحقيق في ثروات أردوغان، وعائلته وإعادة قضية “بنك خلق” للواجهة، وفقاً لصحيفة “زمان” التركية.
وأضاف النائب أن الرئيس التركي لم يكترث بتهديدات فرض العقوبات على تركيا وشعبها، لكنه خاف فقط من أن تطاله وأسرته العقوبات، وتابع: “رأينا أنه تراجع كلياً عن تصريحاته بشأن عدم وقف إطلاق النار عقب تهديدات العقوبات على أملاكه وأسرته وقضية بنك خلق القائمة في الولايات المتحدة”.
وسخر النائب قائلاً: “ولذلك فإن ثروات وممتلكات أردوغان وأفراد عائلته في الخارج باتت مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا”. وأردف: “أردوغان كان يعكس مقاومة كبيرة في البداية، لكن فور طرح قضية بنك الشعب وممتلكاته وأسرته، عدل عن تصريحاته السابقة التي كانت تدل على عزمه المضي قدماً في المنطقة الآمنة وعدم وقف إطلاق النار”.
وفي تأكيد على أن تركيا تريد زعزعة استقرار المنطقة بدعمها للإرهاب، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن العدوان التركي شمال شرق سوريا تسبب في بقاء 12 سجناً للدواعش بدون حراسة، ما قد يفضي إلى هروب الإرهابيين لبلدانهم الأصلية. وقال شويغو، بحسب وكالة “سبوتنيك”، إنه يجب حل مسألة حراسة السجون التي تضم أعضاء تنظيم “داعش” في سوريا على الفور،
معرباً عن أمله أن يساعد التنسيق بين روسيا وتركيا وأمريكا في سوريا في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إن روسيا مستعدة للمساعدة في إطلاق حوار بين تركيا وسوريا، مؤكدا أنه يجب أن يستند إلى اتفاقية أضنة الموقعة بين البلدين. من جهتها، حذرت صحيفة “نيويورك تايمز” New York Times الأمريكية من طموحات أرودغان في المنطقة وأشارت إلى أَنه لديه طموح أبعد من سوريا ويريد تطوير أسلحة نووية بشكل سري، ولديه برامج سرية في هذا الجانب، وهو ما يهدد استقرار المنطقة، معبرة عن مخاوف أمريكية حقيقية من وجود قنابل أمريكية في قاعدة “إنجرليك” التركية.
وقالت الصحيفة: “في الأسابيع التي سبقت أوامره ببدء العدوان في المناطق الكردية، لم يخف أردوغان طموحه الأكبر. وقال في اجتماع لحزبه الحاكم في سبتمبر: بعض الدول لديها صواريخ برؤوس نووية، لكن الغرب يصر على أنه لا يمكننا الحصول عليها، لا أستطيع أن أقبل هذا الأمر”.
من جهة ثانية، أكد مختصون في الشأن التركي، إن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موقف حرج يعاني خلاله من خيارين أحلاهما مر، فإما أن يتوقف عن عملياته العسكرية أو يتعرض لعقوبات قد تصيب اقتصاده في مقتل.
وقال المحلل السياسي المختص في الشأن التركي محمد حامد لـ”البلاد”، إن هناك غضبا أمريكيا من التدخل التركي في سوريا، وأن هناك بالفعل مشروعا في الكونغرس يفيد بفرض عقوبات قاسية على أنقرة، مع إمكانية فرض عقوبات على أردوغان وثروته وعائلته، وما يقلق مضجع الرئيس التركي. فيما ذكر الباحث في الشأن التركي مصطفى صلاح، إن هناك عدة مسارات محتملة تتعلق بتأثير العقوبات الأمريكية على تركيا، بعضها موجه للداخل والآخر في مسار أنقرة الخارجي، ولكن من المرجح أن تستجيب تركيا للضغوط الأمريكية عليها بعد تهديدها للجنود الأمريكيين المتواجدين في سوريا.
وأضاف “الأزمة وإن كانت في حيثياتها مختلفة عن أزمة القس الأمريكي أندرو برونسون الذي كانت تحجتزه أنقرة من قبل، إلا أن النمط المتبع في هذا الأمر هو أن واشنطن ستفرض هذه المرة مزيدًا من العقوبات على تركيا، خاصة وأن هذا الملف لا يتعلق بالداخل الأمريكي فقط، وإنما بالسياسة الخارجية الأمريكية واستراتيجيتها في المنطقة”، مؤكداً أن العقوبات ستشمل قطاعات التسليح والشركات التجارية التركية ووقف التنسيق العسكري المشترك بين الجانبين، واستبعاد تركيا من حلف الناتو.