البلاد – مها العواودة
أكد محللون سياسيون أن ما يحدث في لبنان من انفجار شعبي هو نتيجة لتدخلات ايران ومحاولاتها السيطرة على مفاصل الدولة اللبنانية عبر وكلائها ، وأن لبنان العربي يدفع ثمن تغول حزب الله تحت نفوذ مليشياته في الواقع السياسي والاقتصادي للبنان ، ودفعه إلى نفق مظلم بسبب الفساد والانقسامات الحادة بسبب الارتباط بأجندة نظام الملالي ومخططه الإقليمي.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي عبد الجليل السعيد لـ “البلاد” أن العالم اليوم ينتفض في وجه إيران ومشروعه الخبيث الذي سقط شعبيا بعد أن تم الترويج له عبر الشعارات المزيفة الكاذبة، وأن مايجري في الشارع اللبناني هو انعكاس للتدخل الإيراني الذي دمر وخرب هذا البلد منذ سنوات عديدة، حيث تدخلت ميليشيا حزب الله المصنفة كمنظمة إرهابية في الحياة السياسية واحتلت مؤسسات الدولة اللبنانية ،وسيطرت على مفاصل القرار السياسي، فكان حزب الله هو سبب البلاء والمشكلات والضياع والعقوبات، مشيرا أن الشعب اللبناني خرج يطالب بحقه عبر مظاهرات سلمية.
وأشار إلى أن لبنان بلد عمرته السعودية بعد اتفاق الطائف ودمرته إيران التي تدخلت فيه من خلال الميليشيا الإرهابية وتتدخل في الشؤون العربية وتقتل وتشرد وتذبح في سوريا والعراق واليمن وتنشر عناصرها ومرتزقتها في شتى البقاع.
أما الكاتب والمحلل السياسي عمر الغول فقد أكد أن شرارة انفجار الشارع اللبناني انطلقت بعد ان طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، فأسقطت جدران حالة الهدوء الوهمي في أوساط الشارع اللبناني، لا سيما وأن مظاهر الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي والقيمي اقتلعت كل قدرة على الاحتمال والصبر في أوساط الفقراء والمسحوقين، مضيفا أن هذا الوضع يجعلنا نستحضر مايحدث في قطاع غزة المختطف من فصيل يدعي المقاومة ويسلب جيوب البؤساء ، مشيراً أن الأزمة وتفشيها سابقة على الحكومة الحالية، وليست وليدة الضريبة الأخيرة، وإن كانت هي الشرارة، التي اشعلت السهل،
مؤكداً أن حزب الله له دور أساسي فيما وصلت إليه الأمور في الساحة اللبنانية كونه يتحصن بالثلث المعطل او الفيتو، لافتاً أن تلك الجماعة الإرهابية صاحبة أجندة في لبنان وهي ذراع إيران في هذا البلد وفي عموم المنطقة لتصدير الأفكار والممارسات الهدامة باسم “المقاومة” و”التحرير”، ولكن الهدف الحقيقي هو تفريس شعوب الأمة العربية.
وأضاف ” لا أحد يرضى عن الوضع القائم في لبنان فالأمر يرتبط باحتلال شامل وكامل لكافة مؤسسات الدولة اللبنانية من قبل المنظمة الإرهابية المسلحة التابعة لإيران، والتظاهرات الشعبية انطلقت احتجاجا على الوضع الاقتصادي المتردي حيث سئم اللبنانيون من ارتهان لبنان ومستقبلهم لسياسات خارجية”.
أما المحلل السياسي محمد القزاز فقال إن مستقبل لبنان يتوقف على استجابة الزعماء السياسيين على حل الخلافات الموجودة بينهم خاصة وأن جبران باسيل لديه أغلبية نيابية ويتحكم في تعطيل كل القرارات والتي أدت إلى الوقوع في هذه الأزمة ، مؤكداً أن مستقبل لبنان مظلم حتى في حال تمت الإصلاحات، كونه يعاني أزمة اقتصادية حادة جدا لم تفلح معها كل المؤتمرات وحتى ورقة الطوارئ الاقتصادية في سبتمبر الماضي في إيجاد حركة إيجابية في الاقتصاد اللبناني.