عواصم – وكالات، القاهرة – هاشم الهاشم
فيما فضحت صحيفة إسرائيلية، نظام أردوغان، مؤكدة أَن الدبابات التركية المستخدمة في غزو الشمال السوري وقتل الأكراد تم تطويرها في إسرائيل بعقد ضخم يبلغ مئات الملايين من الدولارات، اتهمت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا القوات التركية، أمس (الخميس)، باستخدام “أسلحة حارقة” في هجومهم على شمال شرقي سوريا المستمر منذ أكثر من أسبوع. وقالت “جيروزاليم بوست” The Jerusalem Post في تقريرها: “تستخدم تركيا دبابات M60-A1 التي قامت إسرائيل بتطويرها في هجومها القاتل على الأكراد في شمال سوريا”.
وبحسب الصحيفة، كشفت الصور القريبة من بلدة أكشاكالي الحدودية التركية خلال العدوان التركي، وتظهر فيها دبابات من طراز M-60 التي طورتها الصناعات العسكرية الإسرائيلية بشكل واضح، حيث يتم تداولها بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت الإدارة الذاتية في سوريا إلى أن القوات التركية استخدمت “أسلحة محرمة دولياً” في هجومها على مدينة رأس العين الحدودية، إذ تجري معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية وفصائل سوريا مؤيدة لها منذ أكثر من أسبوع.
وجاء في بيان صادر عن الإدارة أمس (الخميس)، أنه “في انتهاك صارخ للقانون والمواثيق الدولية، يقوم أردوغان باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، كالفوسفور والنابالم الحارق، ما ينذر بكارثة إنسانية ومجازر حقيقية وبشكل كبير”، وفقا لما نقلته وكالة “فرانس برس” التي أشارت إلى أنه لم يتسن التحقق من صحة هذه الادعاءات من مصادر مستقلة.
ودعت الإدارة الكردية “العالم أجمع إلى فتح تحقيق رسمي ودولي حيال هذه الانتهاكات”، فيما حث المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، المنظمات الدولية على إرسال فرقها للتحقيق في بعض الإصابات جراء الهجمات.
ووجهت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية نداء استغاثة إلى المنظمات الإنسانية المعنية لإجلاء الجرحى والمدنيين من رأس العين، وقالت إن فرقها الطبية تعجز عن الوصول إلى المدينة.
وأعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية الديمقراطية الكردية شمال سوريا، أمس، مقتل 218 مدنياً وإصابة 635 آخرين، بينهم 35 طفلاً منذ بداية الغزو التركي على البلاد، ما شرد الأهالي ودفعهم للنوم في المدارس والعراء هرباً من الموت، إذ تحولت نحو 40 مدرسة في محافظة الحسكة إلى مراكز إيواء للنازحين، بينما لجأ كثيرون إلى منازل أقاربهم وآخرون يقيمون في العراء.
وأكد مستشار الحكومة السورية عبد القادر عزوز، أن العدوان التركي السافر ضد بلاده أبشع أنواع الجرائم الدولية، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة السورية تقدمت في عدد من المحاور تجاه منطقة شمال الشرق بالتعاون مع حلفائها الذين أعلنوا رفضهم هذا العدوان. وأوضح أنه في محافظة إدلب يوجد القاعدة، وتنظيم داعش في البادية، ولدينا ظروف اقتصادية تتعلق بالعقوبات الجائرة التي أضرت بواقع الشعب السوري. وأضاف أن النظام التركي لم يدخر أية وسيلة من وسائل استجلاب الإرهابيين إلى بلاده.
فيما دان مصدر في وزارة الخارجية السورية ما وصفه بـ”العدوان التركي السافر” الذي يمارسه نظام أردوغان من خلال “زرع الموت والدمار” في سوريا. وأضاف “أردوغان ينتهك القوانين والأعراف الدولية بشكل فاضح، والعدوان يضع نظامه في مصاف المجموعات الإرهابية التي قدم لها مختلف أشكال الدعم”، مطالباً المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته في الضغط عليه لوضع حداً لعدوانه على سوريا وتحميله كامل المسؤولية عن الآثار المترتبة عليه وإرغامه على الإقلاع عن سياساته التخريبية التي تشكل تهديدا للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم.
من جهته، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، من خطر شديد نتيجة التوغل التركي في شمال شرق سوريا، داعياً خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره العراقي في بغداد، لاجتماع طارئ للتحالف الدولي لمواجهة خطر عودة ظهور داعش في سوريا والعراق.
وطالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تركيا بإنهاء العملية العسكرية في شمال سوريا، مضيفة أن ألمانيا لن تسلم أي أسلحة لتركيا، مع مناقشة حظرها على مستوى الاتحاد الأوربي، بينما رحبت جمهورية مصر العربية، بفرض الرئيس الأمريكي عقوبات على تركيا بسبب الهجوم على شمال سوريا.
إلى ذلك، وصل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أمس إلى أنقرة لإجراء محادثات مع الرئيس التركي بشأن العدوان على شمال شرق سوريا.